من دون أمانات وبلديات المناطق والمحافظات..
وحدها (أمانة الرياض) أعلنت عن (240) فعالية
ترويحية وترفيهية.. لمواطني العاصمة (الرياض) في العيد
وكان هذا دأبها منذ سنوات..
في حين ران الصمت على بقية (الأمانات).. وما أصعب
صمت الأمانة - فضلا عن الأمانات - أو ضياع دورها.. وضيق
مساحة مسؤولياتها.. تبعاً لضيق أفق القائمين عليها..
** في النظريات الإدارية الحديثة.. وفي دستور الأجهزة
الخدمية والبلدية.. يظل الإنسان محور الأداء..
وهو المستهدف الأول.. لا سيما في مواسم كهذه.. ورضاه وضمان
ضرورياته - قبل رفاهيته - هما مؤشر نجاح مثل هذه المؤسسات..
فمهام الخدمة البلدية وواجباتها.. لا يتوقفان على متابعة
شركات جمع وترحيل النفايات.. ولا إصدار
رخص البناء وتصاريح المحال التجارية.. ولا على عبارات
منضبة المعنى.. تنثرها أمانات مدن (غير الرياض) في
الشوارع بلافتات (كل عام وأنتم.. وعيد سعيد..) مزروعة
على رصيف شاحب، نصفه متآكل.. يمتد على أسفلت
مقعر أو مكسر.. يفضي بك إلى شوارع ترابية.. وأحياء
يجرحك (تصورك) لقيمة الإنسان/ المواطن فيها..
وعشوائيات تطفح أسى.. في ظل غياب الأمانة..!
** واجب الأمانة.. أو الأمانات.. ومقتضيات مهامها
الأخلاقية والوطنية والمؤسسية (النصية).. تتجاوز الحد الساتر
لمظاهر التقصير ونقص الكفاءة وغياب الرقابة والمساءلة..
ذاتها محددات النظام - الذي استقت منه (أمانة الرياض).. إحساسها
بالواجب وعزمها على أدائه بتلك الكيفية - موجودة في شعب وأقسام
التنظيم في كل الأمانات.. ولكن (العبرة والمعوَّل
عليه)، يكمنان في من يفعِّل النظام ومن ينتقي منه.. ويستشعر
روحه والأبعاد الإنسانية فيه، حتى يحوِّل الأمكنة والساحات في مدننا.. إلى ساحات فرح وبهجة..
وفاءً بشرط (الأمانة) الأساس.. بعثاً للروح في أجساد
(أمكنة) تشكو وحشة الصمت.. وفاقة الفرح في
موسم أحلَّ الله سبحانه الفرح فيه وأوجبه..!
** مهام (الأمانات والبلديات) وواجباتها الوظيفية
واختصاصها المهني.. ليست تصريحات رنانة
واستعراض ديباجة أدبيات (نظرية) برَّاقة كالمخطط
التنظيمي والحضري.. وشراكة المجالس البلدية
- التي كنّا نظنها (كياناً تمثيلياً) مدنياً للمواطن
واحتياجاته.. فصارت في بعض المناطق تجمعا للتخفف
من (جدية الالتزام).. وتبديد أوقات الفراغ - وليست
مرافعات باردة (لعلاقات عامة) الأمانات.. نيابة عن
رؤسائهم.. ضد الموطن وشكواه.. وحقوقه وتطلعاته..
إنها شيء أسمى وأعظم وأنقى من ذلك كله..؟
.. من (بعضه) وهج الضوء.. في فعل (أمانة الرياض) المعبر
عن رؤية مغايرة.. ومنهج وسلوك إداري فريد.. وتطبيق
ميداني يعكس ذلك.. ويستجيب لاحتياج واقعي للناس..
ويصغي لنبض إنساني ووطني حميم..
بين أفق المسؤولية.. وحاجات المواطن الضرورية/ (الإنسانية)..
وهو اندماج بين المؤسسة والمواطن.. وامتثال لدور مؤسسي
حقيقي بمستوى الواقع وإلحاحاته.. وبموازاة المواطن وإلى جانبه..
** وليس أخيراً.. لم يرتهن الإعلان عن أفراح وأعياد الرياض
لأمينها الواعي الوفي الأمير النبيل (العياف)
بل جاء مطلقاً.. منزاحاً إلى المؤسسة
والاعتبار.. لا الشخص.. كما تعودنا من المتهافتين..
md1413@hotmail.com