عاد علينا عيد الفطر المبارك هذا العام والعالم الإسلامي والعربي يمر بأحلك أحواله السياسية والأمنية التي لم يحدث فيها من التطور ما يذكر مع وجود الجهود الخيرة التي تبذلها بعض الدوائر المتصفة بالعقلانية والتسامح على أرض الواقع العربي والإسلامي في مقدمتها المملكة العربية السعودية بما تنتهجه من سياسة خارجية ملتزمة تجاه القضايا العربية والإسلامية الراهنة التي يعج بها العالم العربي والإسلامي.
ولعل في كلمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بمناسبة عيد الفطر المبارك من المضامين الجامعة الكثير التي تحث على اللحمة والتجمع خلف هذا الدين يداً واحدة لدرء ما يعوث به ظلماً من تهم الإرهاب والتطرف التي ألصقها به جناة العصر، الذين اغتالوا قيم التسامح والمحبة التي يحتويها العيد بما يحتويه ويمثله ومضمونه النبيل ورحمته الواسعة. وكما كان شهر رمضان المبارك فرصة لجمع شمل الأمة على معتقد واحد ودين واحد هو الإسلام الحنيف الطاهر من كل عيب أو خلل وعلى مد العصور والأزمان، فإن في عيد الفطر المبارك أيضاً ما يضاهي ذلك من فرصة لجمع شمل الأمة واتحادها لمصير واحد وعلى معتقد واحد ينفي جميع التحزبات والتقوقع الطائفي وتسييس قضايا الدين التي عبثت بمصير الشعوب الإسلامية وجعلتها قبائل تتنافس فيما بينها في استغلال الدين من أجل أغراض السياسة وأهدافها البرغماتية.
يظل العالم الإسلامي والعربي وفي ظل ما يحدق به من أخطار العصر سواء الناتجة عن إرهاصات العولمة والتكتلات الاقتصادية العالمية أو من هوس فوبيا الإسلام التي تنتشر كما تنتشر النار في الهشيم، نقول: يظل بحاجة إلى ما يشابه النسق المعرفي الجديد الذي يجمع كلمة الأمة في أمور الدنيا كما تجمع أفراده أمور الدين في صيامهم أو في أعيادهم. وهذا ما يناط بمفكري العالم الإسلامي الذين تقع عليهم مسئولية إحداث مثل هذا النسق المعرفي الجامع لتتوحد الكلمة ويكون العالم الإسلامي واللحمة الإسلامية هي العنوان الأول والأبرز الذي يتجاهل كل ما دونه من فلاشات أو تهميشات أخرى.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244