Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/10/2008 G Issue 13152
الاربعاء 02 شوال 1429   العدد  13152
متى تصبح البيئة المدرسية نافذة لمنجزاتنا الوطنية؟!
سهم بن ضاوي الدعجاني

المتأمل في التوجيه الذي أصدره وزير التربية والتعليم في منتصف هذا الشهر المبارك لجميع إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات في المناطق والمحافظات، والذي يقضي باعتماد تنفيذ مشروع الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في يوم السبت 18 شوال 1429هـ الموافق 18 أكتوبر 2008م وفق الأطر واللوائح المنظمة، حيث إن موعد هذه المناسبة يأتي ضمن أيام الإجازة الرسمية للمدارس .. إنّ المتأمل في ذلك كله يطمح في أن يأخذ الاحتفاء شكلاً مغايراً هذا العام، خاصة وأن التعميم يأتي انطلاقاً من حرص وزارة التربية والتعليم على القيام بدورها في الاحتفاء باليوم الوطني الذي يحل هذا العام (متزامناً مع الذكرى الثامنة والسبعين لتوحيد المملكة العربية السعودية)، في الأول من الميزان 23 سبتمبر 2008م الموافق يوم الثلاثاء 23-9-1429هـ، وذلك بإبراز ما قام به موحِّد هذا الكيان الشامخ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - في تأسيس المملكة وإرساء قواعدها المتينة على أساس التوحيد وتقديراً لما بذله - رحمه الله - من جهود عظيمة في سبيل لمّ الشمل وتوحيد الكلمة والقضاء على الفتن، وتأييداً لما يقوم به أبناؤه البررة مع بعده في سبيل مواصلة البناء والرفع من شأن المواطن السعودي وحمايته وتحصينه من الأفكار الضالة، وإعداد الجيل القادم على أسس تربوية متينة وقوية من منظومة القيم والأخلاق الفاضلة.

ولا شك أنّ من متطلّبات الدور التربوي المنوط بهذه الوزارة، ترسيخ مبدأ الانتماء الوطني لدى الطلاب والطالبات وتذكيرهم بمكتسبات وطنهم التي تحققت بفضل الله تعالى منذ أن تم توحيد بلادهم وحتى الآن في جميع المجالات، وحثهم على شكر الله والثناء عليه لما وهبهم من أمن وأمان، والمحافظة على منجزات الوطن لتحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية التنموية، إلى جانب تنمية ولائهم لدينهم ووطنهم وولاة أمرهم، والبراء من أصحاب الأفكار الضالة والمبادئ الهدامة، وتوعيتهم بما يحاك لهم ولوطنهم من مكائد وتدابير تستهدف أمنهم واستقرار وطنهم.

وهنا يأتي دور الميدان التربوي في ترجمة هذا التعميم السنوي لينقل هذه المعاني السامية إلى البيئة المدرسية بشكل لا تنقصه الجاذبية والعصرية، بعيداً عن التقليدية في التعامل مع البرامج الطلابية المقترحة في ذكرى اليوم الوطني.

* عندما تستحضر العقلية التربوية منجزات الوطن، وعندما يقرأ الطالب والطالبة على مقاعد الدراسة في هذا اليوم (اختتمت في مكة المكرمة الجمعة 6-6-2008 أعمال مؤتمر الحوار الإسلامي الذي حضرته شخصيات من مختلف المذاهب والبلدان، وكان من أبرز توصيات المؤتمر إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للتواصل بين الحضارات لإشاعة ثقافة الحوار إلى جانب جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للحوار الحضاري. وأكد المشاركون في المؤتمر أن الإسلام يمتلك حلولاً ناجعة لتلك الأزمات، وأنّ الأمة المسلمة مدعوة للإسهام مع غيرها في مواجهة التحديات بما تملك من رصيد حضاري لا غنى للبشرية عنه, كما أنّ الحضارات الأخرى تمتلك رؤى تجاه هذه التحديات التي تعصف بالجنس البشري برمته، وتشترك مع المسلمين في مسعاها لتقديم الحلول الناجعة لأزماته وتجاوز التحديات التي تواجهه، بما تمتلك من التجربة الإنسانية وأنّ الرسالات الإلهية والفلسفات الوضعية المعتبرة تمتلك من المشترك الإنساني ما يدعو إلى الالتزام بفضائل الأخلاق، ويرفض مظاهر الظلم والعدوان والانحلال الأخلاقي والتفكك الأسري والإضرار البالغ بالبيئة البشرية والإخلال بالتوازن المناخي).

* وعندما ينقل إلى البيئة المدرسية بشكل حضاري مختلف ما تم إنجازه على مستوى قيادتنا الرشيدة عبر استحضار هذه اللوحة المشرقة (اختتم المؤتمر العالمي للحوار أعماله ظهر يوم الجمعة الخامس عشر من رجب 1429ه الموافق السادس عشر من يوليو 2008م في العاصمة الإسبانية مدريد الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي على مدى ثلاثة أيام برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - واستضافته مملكة اسبانيا ب (إعلان مدريد) الذي أوصى برفض نظريات حتمية الصراع بين الحضارات، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، ونشر ثقافة التسامح والتفاهم عبر الحوار، والاتفاق على قواعد للحوار بين اتباع الديانات والثقافات، والعمل على إصدار وثيقة دولية تتضمن احترام الأديان واحترام رموزها وتجريم المسيئين لها. ولتحقيق الأهداف التي ينشدها المؤتمر من الحوار فقد اتفق المشاركون على تكوين فريق عمل لدراسة الإشكالات التي تعيق الحوار، وتنظيم اللقاءات المشتركة واستخدام وسائل الإعلام لإشاعة ثقافة الحوار، والتعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية على ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة، ودعوة الأمم المتحدة إلى تأييد النتائج التي توصل إليها الحوار).

* وعندما يشاهد الطلاب على شكل مجموعات داخل المدرسة في هذا اليوم حلقة من الحلقات الأسبوعية لبرنامج (همومنا)، ذلك البرنامج الحواري الاجتماعي الذي ما زال تلفزيوننا السعودي يبثه بين الفينة والأخرى، والذي نجح بامتياز في تناول أهم القضايا والهموم الوطنية التي تواجه مجتمعنا السعودي بجرأة وشفافية، وذلك من خلال رؤى الشباب وتجاربهم الشخصية في القضايا المطروحة في كل حلقة بمشاركاتهم المباشرة، عن طريق استضافة بعض الشباب المغرر بهم وبعض الموقوفين أمنياً، بمشاركة خبراء ومختصين في العلوم الشرعية والاجتماعية والأمنية، خاصة وأن البرنامج قد خصص كل حلقة لمناقشة موضوع أو قضية متعلقة بالهموم الوطنية في المجتمع السعودي، مثل الوطنية والمواطنة، والتربية والإنترنت، والفضائيات، وثقافة القراءة والاستماع، بالإضافة إلى القضايا الأمنية المتعلقة بالمشاركة في القتال في بعض الدول العربية والإسلامية، وغير ذلك من الموضوعات المختلفة.

وقد ظهر أولئك الشباب عبر هذا البرنامج باحثين في الطرق التي تساعدهم على تجاوز المنزلقات والمخاطر التي يواجهونها اليوم، وتلك الشراك التي تنصب لهم من خلال جماعات الفكر المتطرف ورفاق السوء، وذلك في محاولة للمساهمة في تكوين رأي عام شبابي وأسري واع حيال تلك القضايا المختلفة.

أقول إن مشاهدة حلقة من حلقات (المصيدة - الفخ - المغامرة ... الخ) بشكل جماعي داخل المدرسة وبحضور مدير المدرسة والمعلمين تغني - في تطري - عن الكثير والكثير من البرامج التقليدية التي تعود عليها طلابنا في هذا اليوم، وكونت لديهم اتجاهات سلبية تجاه هذا اليوم الرمز.

والسؤال الحلم ..

متى يخرج الاحتفاء بيومنا الوطني من الأطر النمطية إلى فضاء قراءة الإنجازات الكبيرة التي تستحق منا وقفة تقدير وإجلال في أجواء تربوية تخلق فرحاً مختلفاً بيومنا الوطني داخل مدارسنا ومن ثم في مجتمعنا السعودي بكافة مؤسساته الرسمية والمدنية لتزداد لحمتنا الوطنية من أجل مستقبل مشرق بنا ولنا.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6885 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد