تنحو مقاصد الشريعة الإسلامية وتدعو نصوصها وتؤكد مبادئها الخيِّرة إلى (فعل الخير) والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.. ابتغاء مرضاته واحتسابا للمثوبة منه سبحانه..
ولا سيما ماتجاوز الفرد المسلم.. ليعم بقية الناس
............ وخير الناس أنفعهم للناس..
* .. على أن البِر وفعل الخير.. لا يقتصران فقط
على (بناء المساجد).. مع جلال الفعل وعظم أجره وأهمية عدم التوقف عن بنائها طالما كان هناك حاجة إلى مزيد منها..
إذ ثمة مصارف للبر.. ومخارج ومسارات للخير
والإحسان.. لا يُلتفت لها.. مع عظم
الحاجة لها.. وافتقار الناس إليها..
* ولكن الحريصين على (مبرة) كتلك غُفلٌ عنها..
لأن تكريس مثل تلك (المبرة).. صرف الخيرين
عما عداها.. مثلما كرَّس تواليها وانهمام
الناس بها.. اعتبارها ملاذ الإحسان الوحيد
فتحولت إلى تقليد اجتماعي.. يتفانى
الخيرون فيه - ولانزكيهم على الله -
وثمة مايتجاوزها أجراً ومثوبة ونفعا للناس
..وربما كان أولى في معادلة الأولويات..
* وزير الشئون الاجتماعية.. دعا بناة المساجد..
.. (مبرة) بالناس
وإحسانا إليهم.. أن يتوجه أيضاً إلى الإسهام في بناء
المراكز الصحية لمرضى الكلى.. - التي نعاني
من نقصٍ كبير فيها - ودور الإيواء, ودور العجزة
والمسنين والأيتام..ومصانع الأسر المنتجة
وما إلى ذلك...مما الناس في حاجة ماسة إليه..
* لأن المسلم لا يعدم أن يجد صعيداً طاهراً يصلي فيه في ظل ما نراه من اهتمام - مشكور - في بناء المساجد.. ولكنه لا يمكنه دائما أن يجد سريراً لمريض..أو منزلاً لفقير..أو مبرة تقي المسكين ذل الحاجة والهوان على الناس..
* الدعاة والوعاظ ومن في حكمهم.. وما أكثرهم بحمد الله.. وهم القطب الأعلى تأثيراً وقبولاً.. لدى عامة الناس مدعوون كذلك.. إلى الترغيب في هكذا (مبرات) والالتفات إلى هذه المقاصد السامية.. والناس أحوج مايكونون إليها..
وليس فثمة مايصرف عنها
- مع شدة الحاجة وتوفر الدواعي -
ألا ماتوطأت عليه الذهنية الاجتماعية
من تضييق مساحة البر واختزال مسارات الإحسان
في أعمال - مع عظم أجرها.. إلا أن الاقتصار عليها
تضييق لواسع.. واجتهاد يجب مراجعته..
ولله الأمر من قبل ومن بعد