على مدى التاريخ تتعاقب الحضارات، وتخلف حضارة أخرى، وتنهض أمة في أعقاب سقوط أخرى، وهكذا دورة الزمن التي تتوالى شرقاً وغرباً.
ولعل ما نشهده اليوم هو بداية انحسار حضارة الغرب المادي وزوالها بعد أن ملأت الأرض ظلما وجورا ونشرت الحروب والدمار والخراب وأنتجت حربين عالميتين، وكانت السباقة إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل ابتداء من السلاح النووي الذي دمرت به مدينتين هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين إلى الأسلحة الليزرية والكيميائية.
كما أن هذه الحضارة بنت اقتصادها على الظلم بإشاعة الاقتصاد الرأسمالي الربوي، فازداد الأغنياء غنى وازداد الفقراء فقرا.
واليوم مع انهيار الاقتصاد الأمريكي وازدياد حدة الغضب العالمي من العدوان الغربي على العراق وأفغانستان، وتأييد الظلم والعدوان على شعب فلسطين ومساندة المحتلين والمعتدين يبدو لنا الغرب مترنحاً آيلاً للسقوط، ولكن ما هو البديل؟ ومن هي الأمة التي ستحل حضارتها مكان الحضارة الغربية المترنحة..؟
المؤكد أنها ليست أمتنا العربية الإسلامية التي تعيش في ظل رحلة تخلف كبير لا دور لها في بناء سياسة العالم ولا اقتصاده ولا ثقافته، فهي أمة هامشية مثلا أمم أخرى في هذا العالم الكبير.
هل ستكون الحضارة البديلة هي حضارة الشرق (الصين والهند وبقية بلدان جنوب شرق آسيا) هذا ما يراه الكثير من المتابعين، وما يؤيده الواقع حيث تشهد دول الشرق نهضة صناعية واقتصادية وعسكرية وسياسية واضحة جلية.