ظهر محافظو البنوك المركزية في دول الخليج العربية، ومنهم محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي على شاشات التلفاز في المنطقة وقدموا تطمينات أكدت أن البنوك الخليجية لم تتأثر بأزمة الرهون الأمريكية سبب الأزمة المالية، وأن ما يحدث في الأسواق العالمية لن يؤثر على أسواق الخليج.
أيضاً البنوك السعودية سارع مديروها التنفيذيون إلى إطلاق تصريحات أكدت سلامة مواقف البنوك وأنها غير متداخلة في أزمة الرهن العقاري التي شهدتها أمريكا.
مع كل هذه الأقوال والتأكيدات تعرضت الأسواق الخليجية لخسائر قياسية وكان السوق السعودي أكبر الخاسرين في يومي الاثنين والثلاثاء مما أوصل المؤشر إلى 6.253 نقطة وهو أدنى رقم وصله المؤشر منذ أكثر من ثلاث سنوات، فقد السوق يوم الاثنين 731 نقطة وأمس الثلاثاء 472 نقطة.
هذه الانهيارات رغم كل أقوال محافظي البنوك المركزية والمسؤولين التنفيذيين في البنوك الخليجية تؤكد أن هناك خللاً أو أن المستثمرين لم يقتنعوا بتطمينات المسؤولين الماليين أو أنهم يملكون معلومات لا يريد المحافظون الذين يديرون البنوك المركزية الكشف عنها فالمستثمرون يعرفون أن كثيراً من البنوك الخليجية ومنها بنوك سعودية متورطة فعلاً في تسويق سندات الرهن العقاري الأمريكية وأن بعضاً من المستثمرين السعوديين الكبار قد استثمروا في هذه السندات منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
كما أن المتعاملين مع السوق سواء في السعودية أو في دول الخليج العربية لم يلمسوا تدخلاً إيجابياً من قبل البنوك المركزية الخليجية ولا من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي فلا يوجد هناك خطة أو تحرك لإنقاذ السوق مثلما فعلت الدول الأخرى بدءاً بأمريكا ودول أوروبا واليابان والصين وسنغافورة.
إضافة إلى ذلك فإن المسؤولين الماليين هنا في المملكة والمنطقة ظلوا متمسكين بمقولة (عدم تأثر الأسواق والبنوك المحلية بأزمة الرهن العقاري الأمريكي) في حين كل ما يحدث في الأسواق يقول خلاف ذلك؛ فالسيولة شحت ودفعت البنوك إلى رفع نسبة الفائدة فيما بينها إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل أيام قليلة كما أن بعض البنوك حصلت على قروض ائتمانية من مؤسسة النقد العربي السعودي لمعالجة شح السيولة، وهذا يتناقض مع أقوال محافظي البنوك المركزية ويعزز شكوك المستثمرين الذين يرون محاولات إخفاء الحقيقة من قبل المسؤولين الماليين الذين لم يعجزوا فقط عن إيجاد حلول تنقذ الأسواق من الانهيارات وتحافظ على أموال الناس، بل أيضا تخفي الحقيقة عنهم.. ولا نقول تضللهم بالإصرار على مقولة عدم التأثر رغم أن ارتفاع الأسعار والانهيار يقولان عكس ذلك..؟!!
jaser@al-jazirah.com.sa