الجزيرة - عبدالعزيز الشاهري
لليوم الثاني على التوالي بعد استئناف التداول من إجازة عيد الفطر المبارك تراجع السوق السعودي تراجعاً حاداً شمل معظم شركاته وقطاعاته متأثراً بالأوضاع الاقتصادية العالمية وبالأسواق المجاورة والأسواق الأخرى العالمية التي هي الأخرى تأثرت تأثراً كبيراً ولا تزال في تأثرها السلبي رغم محاولات الإنقاذ، إلا أنها لم تعمل شيئاً يذكر مقارنة بحجم المبالغ المقترحة؛ فالأسواق الأمريكية تتراجع يوماً بعد يوم، وكذا بعض الأسواق الأوروبية وغيرها من الأسواق العالمية؛ فالكثير منها لا يزال ينزف. وقد تأثر السوق السعودي بها تأثراً كبيراً دون مبررات مقنعة، فلم يكن في قمة ولم يكن مرتفعاً حينما تأزم الاقتصاد، إلا أنه سايرها وتراجع معها بل تجاوزها في السلبية وكسر قاعه الرئيسي يوم أمس الأول الذي يقع قريباً من مستوى 6770، وواصل نزيفه أمس الاثنين حتى لامس مستوى 6120 كأقل نقطة له وكأقل مستوى يصل إليه منذ تراجعه من 2006م، إلا أنه على المدى اليومي ومقارنة بالأيام القليلة الماضية نلاحظ ازدياد السيولة أمس عنها في الأيام الماضية رغم أن الكثير من الشركات كانت تتداول على النسبة الدنيا لها، وهو أمر فيه شيء من الإيجابية نوعاً ما إلا أنه لا يمكن الحُكم عليه بأنه إيجابي بناء على تداول يوم واحد خاصة أن الكثير من الشركات أغلقت على النسبة الدنيا لها، وأيضا المؤشر أغلق على مستوى 6253 نقطة بقيمة إجمالية جيدة نوعاً ما تُعادل 5.2 مليار أبرمت منها 141342 صفقة بكمية 230472730 سهماً موزعة بين شركات السوق المتداولة.
ورغم التراجع الحاد يوم أمس ويوم أمس الأول إلا أنه من المتوقع اليوم الأربعاء أن يكون التراجع أقل حدة منه في اليومين السابقين، وربما يشهد تذبذباً بين التراجع وانحسار نقاط الخسارة، يستفيد منها المضارب اللحظي الذي يجيد طرق المضاربة السريعة، خاصة أواسط التداول، ولا تزال التبعية قائمة من سوقنا لبقية الأسواق، وعلى هذا يجب ضرورة متابعة إغلاقاتها يوماً بيوم، فكلما كانت إغلاقات إيجابية فقد نرى تحسناً لحظياً في نقاط المؤشر السعودي والعكس صحيح. وفيما يخص القطاعات فقد تراجعت جميع القطاعات عدا قطاع الطاقة والمرافق الخدمية، وكان أكثرها تراجعاً قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة تغيير سالبة تساوي 9.73% ثم قطاع النقل بنسبة بلغت 9.25%، جاء بعده قطاع التشييد والبناء، وأغلق على ارتفاع قطاع الطاقة والمرافق الخدمية بنسبة تغيير إيجابية مقدارها 2.57%، وهو الوحيد بينها.
وتداولت أمس 125 شركة أُغلق الكثير منها على تراجع، وأغلق معظمها على النسبة الدنيا المسموح بها خلال التداول اليومي. ورغم محاولة بعضها الساعة الأولى من التداول تقليص الخسائر إلا أن ذلك لم يستمر بل سرعان ما عاودت الهبوط إلى مستويات الافتتاح أو قريب منه، ولم تغلق على ارتفاع سوى 6 شركات، بينما أُغلقت على انخفاض 117 شركة. وبالنظر إلى السيولة المتداولة يوم أمس فهي تُعد سيولة لا بأس بها وتحتاج إلى ثبات حول هذا المستوى مع تزايد في قيمتها، وربما تتأثر بأسبابها بعض الشركات اليوم تأثراً إيجابياً لحظياً ما لم يستجد جديد.