دبي - حازم الشرقاوي:
في الوقت الذي يختتم فيه معرض سيتي سكيب دبي 2008م أعماله غداً الخميس بعد النجاحات الكبيرة في جذب عشرات آلاف من الزوار بمختلف فئاتهم، فإن الأزمة المالية العالمية ألقت بظلالها على أحاديث المستثمرين والزوار وهم يطرحون سؤالاً حول موقع الاستثمار في دبي والمنطقة من هذه الأزمة، فضلاً عن ظهور حالة من الخوف حول تضخم بالونة الاستثمار في دبي التي قد تنفجر في أية وقت.
جذب الأموال
ولكن دانيال شون الخبير العقاري ونائب رئيس شركة شون العقارية فقد استند في حديثه على تقرير (موديز) الذي أكد على أن السعودية والإمارات أقل سوقين تأثراً بالأزمة المالية والائتمانية في العالم بسبب توافر السيولة النقدية من النفط، مشيراً إلى أن الأزمة العالمية ستؤثّر إيجاباً على القطاع العقاري في المنطقة من خلال هروب الأموال من الدول المتأثرة والمتعثرة إلى المنطقة الخليجية التي توفر مناخاً متميزاً، مؤكداً أن دخول أموال الدول المتأثرة بالأزمة المالية سيسهم في ارتفاع الأسعار بصورة واضحة بسبب ارتفاع الطلب على الأراضي، ودعا هيئة الاستثمار السعودية وحكومات المنطقة على تقديم المزيد من التسهيلات من أجل جذب أموال الدول المتعثرة من هذه الأزمة.
تفاؤل كبير
ورغم كل ما دار في أذهان الكثير إلا أن نادية زعل المدير التنفيذي لشركة زايا المتخصصة في المشروعات السكنية الفاخرة كانت متفائلة بواقع السوق في المنطقة وخاصة في السعودية ودبي، وأكدت على الاستثمار في دبي ليس بالونة أو فقاعة كم يذكره البعض فهو استثمار حقيقي يعتمد على مناخ متميز ساهم في جذب الأموال والمشروعات، مشيرة إلى رغبة أعداد كبيرة من المستثمرين في العالم إلى الاستثمار والعيش في دبي لتميزها في توفير أجواء وتسهيلات على كافة الأصعدة، وأكّدت على أن شركتها (زايا) ستتوسع خليجياً وعربياً رغم كل ما يقال عن الأزمة المالية وسيبدأ توسعها بالسعودية وقطر وعمان والأردن ومصر.
عوامل نفسية
أما الدكتور عمر عوض المشعبي المدير العام لشركة سناسكو العقارية فقد قال: إن الخوف من الأزمة المالية نفسي أكثر منه شيء آخر، مشيراً إلى أن دبي ودول الخليج قد تستفيد من هذه الأزمة من خلال جذب الأموال والاستثمارات إليها من الدول التي تأثرت بالأزمة العالمية. وقال إن كلمة فقاعة دبي نسمعها منذ زمن ونرى عكس هذا الكلام فالاستثمار يكبر والشركات تزداد والحركة التجارية ترتفع.
تمويل المشروعات
وقال الشيخ خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة تمويل الإماراتية إن الشركة تبحث إصدار صكوك إسلامية بقيمة تصل إلى ملياري درهم في الربع الأول من العام المقبل رغم أزمة السيولة العالمية وقال: إن هناك أفكاراً لبيع صكوك للسوق المحلية... ستكون في حدود مليار إلى ملياري درهم.
وأضاف (ثمة رغبة بالفعل (لإصدار الصكوك)، مضيفاً أن أزمة السيولة أثرت على شركات معينة فقط في القطاع المالي. وقامت تمويل بتسعير صكوك بقيمة 1.1 مليار درهم في يوليو. وأكد على أن الأزمة العالمية لم تؤثّر على تمويل نظراً لتنوع مصادر تمويلها.
بينما تناول وسيم سيفي الرئيس التنفيذي لمجموعة تمويل أحد مزودي التمويل العقاري في الإمارات العربية المتحدة الضوء على أبرز قضايا قطاع التمويل العقاري في منطقة الشرق الأوسط وذلك خلال جلسة نقاش بعنوان الرمال المتحركة في أسواق العقار بالشرق الأوسط على هامش فعاليات معرض سيتي سكيب دبي 2008م وأظهرت نتائج دراسة حديثة ل(تمويل) حول العرض والطلب على العقارات في دولة الإمارات أن حالات التأخير المتوقّعة في التسليم خلال 2008 و2009م قد تتجاوز 20 ألف وحدة مما قد يؤخر تحقيق المعادلة المتوازنة بين العرض والطلب حتى 2011م.
وتوقعت الدراسة أن يصل حجم الطلب على التمويل العقاري إلى ما يعادل نسبة 40 بالمائة من قيمة مبيعات العقارات بحلول عام 2011م وأن تبلغ القيمة الإجمالية للعقارات على المخطط والعقارات المعاد بيعها 430 مليار درهم بحلول 2011م.
وقال سيفي إن النمو السكاني وقيام عدد متزايد من الشركات الجديدة هنا يعد من أهم مقومات نمو سوق العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، فالسوق الإقليمية بشكل عام لا تزال في مرحلة التوسع غير أن أزمة الائتمان العالمية فرضت على المزوّدين صعوبة في الحصول على الأموال بسبب عدم وجود توافق زمني بين مدة استحقاق تلك الأموال ومدة استحقاق التمويل الذي يوفرونه لعملائهم الأمر الذي يستدعي الحاجة إلى هيئات إعادة تمويل عقاري وأدوات تمويل طويلة الأجل.
الأزمة والمشروعات الجديدة
ويصاحب الحديث عن الأزمة المالية العالمية تدشين مشروعات جديدة تقدّر بنحو 300 مليار دولار خلال معرض سيتي سكيب دبي، حيث طرحت شركة الدار العقارية مشاريع في مجال تطوير واستثمار وإدارة العقارات في أبوظبي، تجاوزت قيمتها حتى الآن 72 مليار دولار.
ومن المشاريع التي سيتم تسليط الضوء عليها مشروع شاطئ الراحة، دانة المدن الساحلية، والذي يسير العمل فيه حسب الخطة الزمنية الموضوعة، حيث من المنتظر أن يكتمل في عام 2014م.
يمثل مشروع شاطئ الراحة البوابة الجديدة لمدينة أبوظبي الحديثة، إذ تربو مساحته الإجمالية على 6 ملايين متر مربع، ويبلغ طول ساحله 11 كيلومتراً ويجمع ما بين الحياة العصرية مع المجتمع العائلي، هذا ويوفر المشروع مرافق تستوعب حوالي 120 ألف شخص من السكان وما يقارب 250 ألف زائر يومياً لمساحة 43 كلم من الواجهة المائية الحيوية، وقد استطاع المشروع طرق أبواب العالمية منذ الآن.
وأوضح رئيس دبي العالمية في سياق كلمته أن المشروع يقع على تقاطع شارع الشيخ زايد وقناة العرب في قلب مدينة دبي التجاري ويغطي مساحة تقدر بأكثر من 270 هكتاراً ويضم برجاً عملاقاً قد يرتفع إلى مسافة كيلومتر واحد إلى جانب مدينة للمرافئ الداخلية الأولى من نوعها في العالم بتكلفة (33 مليار دولار) 120 مليار درهم.
وأعلن في معرض سيتي سكيب دبي 2008م عن إطلاق مشروع مدني العمراني في ماليزيا الذي يقع في ولاية جوهر الماليزية والذي كان يشار إليه باسم الوجهة الأولى في اسكندر ماليزيا. وتقدر قيمة الاستثمارات الإجمالية للمشروع بأكثر من 20 مليار دولار أمريكي خلال مدة من 15 إلى 20 عاماً ويبدأ تنفيذ المشروع خلال النصف الثاني من الشهر الحالي.