العالم كله.. يعيش اضطراباً شديداً في الأسواق المالية العالمية وفي المؤسسات المالية العالمية تقريباً.. وتحوّلت وكالات الأنباء ومحطات التلفزة وجميع وسائل الإعلام إلى هذه الكارثة.. وجعلتها الخبر الرئيسي.. لأنها تستحق بالفعل.. أن تكون الخبر الرئيسي.. بل جعلتها المسيطرة على كل الأخبار..
** هذه الأزمة.. انعكست بدون شك علينا.. ولا أدل على ذلك من أن أسواق العالم التي تضررت بشكل مباشر.. أو أعلنت أنها تضررت تضرراً كبيراً.. نزلت أسواقها 5% و6% و7% ونحن نزل سوقنا 10% (وهو مرتاح)!!! بمعنى أننا تضرّرنا أكثر.
** كل الدول.. أعلنت وضعها وموقفها وموقف مؤسساتها المالية.. وصرنا نقرأ أخبار الشأن المالي لهذه الدول.. ونشاهدها ونسمعها لحظة بلحظة.. ونعرف ماذا يدور في هذه الدولة أو تلك من اضطرابات مالية بشكل واضح جداً (يشوفه العميان.. ويسمعه الأصقه) ولكن.. ما حجم التأثير علينا.. وما هو موقف مؤسساتنا المالية؟
** لا تدري.. كل شيء مسكوت عنه والأخبار عندنا.. مقتضبة جداً.. ولو أن سوقنا (رزح رزحة) واضحة إلى القاع.. لقلنا إننا غير العالم كله.. وإن وضعنا مختلف.. وإن العالم كله يطيح ونحن نصعد.. والعالم كله يتضرّر.. ونحن سالمون أو مستفيدون.
** الوضع المالي.. لا نعرف عنه شيئاً.. ولا ندري حجم تضرّر مؤسساتنا المالية.. وما هو وضع البنوك.. ولا ما هو حجم تضرّرنا نحن.. ولم يخرج علينا مسؤول مالي أو مسؤول بنكي ويُفنّد لنا الوضع ويُبيِّن لنا أين نحن سائرون.. بل الأمر يمشي بهدوء وسكوت.. وكأننا غير هذا العالم.
** كيف هو وضع مؤسساتنا المالية؟
** وكيف هو وضع بنوكنا؟ وما هي انعكاسات هذه الأزمات علينا؟
** هل نحن جزء من هذه المشكلة؟
** هل تضرّرنا؟ وهل سنتضرّر؟
** لا أحد يدري..
** نحن لا نقول لكم أيها المسؤولون الماليون.. تحدثوا لنا عن المستقبل ولا عن ما ذا سيصير لأن الغرب نفسه.. بخبرائه قال إنه لا يدري عن المستقبل.. ولا ماذا ستنتهي عليه الأزمة.. بل نقول (علّمونا وش صار علينا؟) حتى تاريخه..؟
** بلغونا بالانعكاس الواقع الفعلي.. الذي حلَّ بنا.. إن كان هناك شيء حصل بالفعل.. ونتمنى أن نكون في مأمن إن شاء الله.
** طمنوا الناس على أموالهم.. وعلى أوضاعهم.. وعلى مدخراتهم.
** اليوم.. حتى أصحاب العقار.. صاروا يرتعشون.
** نعم.. أصحاب العقار الذين يتغنون بالأمس (العقار ولو بار) و(العقار يَمرض ولا يموت) و(العقار هو الاستثمار) صاروا اليوم (يُحمِّرون ويُصفِّرون) ولا يدرون متى طيحتهم.. وإن كانت بوادرها ظهرت.
** اليوم الناس تتساءل وهي في وضع سيئ.
** والناس اليوم مرتبكة.. لا تدري ماذا تعمل.. ولا تدري عن الوضع أي شيء.. وسط حديث العالم كله.. وسكوت (ربعنا) في مؤسساتنا المالية.
** مشكلتنا.. أننا لنا تجارب في (الطيحات) فقد انهار سوق أسهمنا انهياراً لم يشهده العالم كله.. ولم يلتفت للمساكين أحد.. بل فلَّس من فلَّس وسُجن من سُجن.. وهرب من هرب ولم يلتفت لهم أحد.. إلا بالمزيد من الهجوم الإعلامي من خلال تصريحات المسؤولين الماليين الذين ساعدوا في سقوط السوق ودفعوه إلى الموت من خلال التصريحات.
** واليوم ونحن نعايش هذه الأوضاع المخيفة التي طالت أهم ما يملك الإنسان (كمدخرات) وهو المال.. فالمسؤولون الماليون يلتزمون الصمت.. ولا ندري ماذا حصل؟ ولا كيف هي أوضاعنا.
** نحن نعرف أوضاع أمريكا وكل دول أوروبا.. وكل دول آسيا وروسيا والصين وأوضاع الدول الإفريقية بشكل واضح.. ولا نعرف عن أوضاعنا أي شيء.
** أين نحن سائرون؟
** وماذا حلَّ بنا؟
** وهل تضررنا؟
** وكيف هو وضع بنوكنا ومؤسساتنا؟
** لا أحد يدري أبداً أبداً..
** كل دول العالم.. أفصحت عن أوضاعها المالية.. ومؤسساتنا المالية و(ربعنا) ساكتون.. والسكوت معناه - لدى الناس - أننا متضررون ولكن.. (وش يقول الضْعَيِّف المسكين اللِّي يبي يموت قهر)..