Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/10/2008 G Issue 13159
الاربعاء 09 شوال 1429   العدد  13159
تتضمن 12 كلية على مساحة 600 ألف متر مربع ..
ولي العهد افتتح جامعة فهد بن سلطان وتبرع لها بـ10 ملايين

تبوك- عبدالرحمن العطوي

تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعشرة ملايين ريال سنوياً لجامعة فهد بن سلطان بتبوك حرصاً من سموه رعاه الله على دعم مسيرة التعليم العالي في المملكة.

وكان سموه قد افتتح ظهر أمس جامعة فهد بن سلطان بمدينة تبوك.

حيث كان في استقبال سمو ولي العهد لدى وصوله مقر الجامعة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك رئيس مجلس أمناء الجامعة ووكيل إمارة منطقة تبوك عامر بن محمد الغرير وعضو مجلس أمناء الجامعة صبيح طاهر المصري وأعضاء مجلس أمناء الجامعة.

وعقب وصول سموه عزف السلام الملكي بعد ذلك أزاح سمو ولي العهد الستار عن اللوحة التذكارية لمباني الجامعة واستمع إلى شرح من عضو مجلس الأمناء الجامعة الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان عن مبنى الجامعة على مجسم المبنى والمكون من المبنى الرئيسي والكليات الثلاث والمباني المساندة والمتعددة الأغراض بالإضافة إلى المباني المستقبلية بالجامعة التي تصل إلى أكثر من 12 كلية على مساحة 600 ألف متر مربع.

بعد ذلك تشرف مديرو الجامعات بالمملكة بالسلام على سمو ولي العهد.

عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاه عرض مرئي عن جامعة فهد بن سلطان تناول مراحل إنشاء الجامعة ومساحتها وما تم إنشاؤه من مباني كليات للطلبة والطالبات وتجهيزات ذات تقنيات حديثة.

بعد ذلك ألقى مدير الجامعة المكلف الدكتور رياض شديد كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد وقال: (إنه شرف كبير لي أن أقف بين يدي سموكم لنتشرف بقدومكم إلى هذا الصرح العلمي المميز فدعمكم يا صاحب السمو حملنا مسؤولية كبيرة للإسراع في تحقيق رسالة الجامعة في التميز والعطاء وخدمة المجتمع والأجيال).. معرباً عن شكره لسمو أمير منطقة تبوك رئيس مجلس أمناء الجامعة على مبادرته بإطلاق فكرة تأسيس الجامعة ودعم سموه المستمر لمسيرتها مما مكن إدارتها في الأشهر القليلة الماضية على إرساء منهجية في العمل ترتكز على الالتزام بالتميز الأكاديمي.

وأشار إلى أن الجامعة تسعى إلى أن تكون أول جامعة بحثية تقدم خدمات تطويرية في المنطقة وكذلك الارتقاء بالجامعة إلى المستوى الأول بين الجامعات الأهلية من حيث تميزها الأكاديمي وحداثة برامجها وتكيفها مع المتطلبات الجديدة لأسواق العمل، وكذلك استقطاب نخبة من الأساتذة المتميزين والطلاب المتفوقين والتمكن من توفير عدد كبير من المنح للطلاب كما أن الجامعة تهدف إلى الارتقاء بأدائها لجعل برامجها تعتمد من قبل مؤسسات الاعتماد الدولية.

ورفع باسمه ونيابة عن جميع العاملين بالجامعة شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما يولونه للتعليم من دعم فعال في تطوير مخرجات التعليم ونوعيته عقب ذلك ألقت وكيلة الجامعة لقسم الطالبات الدكتورة فاطمة سلامة البلوي كلمة عبر الدائرة التلفزيونية رحبت فيها بسمو ولي العهد والحضور وقالت: (إن بسم الله وعلى بركة الله كلمات مباركة أطلقتها يا سلطان الخير عندما وضعتم حجر الأساس لجامعة فهد بن سلطان عام 1424هـ واليوم وبعد مرور خمسة أعوام من العمل الدؤوب نحمد الله تعالى على رؤيتكم بيننا بهذه المناسبة التاريخية وافتتاح هذا الصرح التعليمي الكبير على أرض الواقع).

كما قدمت شكرها لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان رئيس مجلس الأمناء ومهندس النهضة التعليمية الحديثة في منطقة تبوك وصاحب المقولة المشهورة (الثروة الحقيقية لكل منطقة هي مؤسساتها التعليمية).

وبينت الدكتورة فاطمة البلوي أنه تمشياً مع رؤية أعضاء مجلس الأمناء بجامعة فهد بن سلطان الثاقبة التزمنا بالسعي نحو الارتقاء بمعايير تعليم المرأة بما يلاءم فطرتها وإعدادها لمهمتها في الحياة على أن يتم هذا بحشمة ووقار في ضوء شريعة الإسلام.

وأضافت أنه ومن هذا المنطلق عزمت جامعة فهد بن سلطان غرس التميز الأكاديمي في طريق رائدات المستقبل من خلال تطوير أهداف التعليم الجامعي وعدم اقتصاره على مجرد الحصول على الشهادات العلمية بالإضافة إلى تحقيق التنافس على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

كما وجهت كلمة لطالبات الجامعة وقالت: (لن أجد كلمات أبلغ مما قاله سمو أمير منطقة تبوك عندما خاطب طالبات المنطقة بقوله لا يمكن لمجتمعكم أن تكون له مكانة من دون مؤازرة منكن فعليكن التزود بالعلم ودولتكم حريصة على فتح مجالات المشاركة لبناء وطن عزيز متمسك بعقيدته وثوابته).

ثم ألقى نائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت للبرامج الإقليمية الخارجية الدكتور حسان بهاء الدين ذياب كلمة رحب فيها بسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وقال: إذا كان وقف الأموال على المساجد والمدارس تقليدا عريقا في العالم الإسلامي منذ العصور الأولى للإسلام فإننا نرى هذا المجد التليد يتجسد شاهداً حياً في هذه المآثر التي تتجلى بالعديد من الكليات والجامعات التي تعم أرجاء المملكة بفضل ما توليه الدولة من الاهتمام والأخذ بأسباب العلم على أسس العقيدة والإيمان من أجل إصلاح المجتمع والسير به في معارج التقدم والرقي.

ونوه بجامعة فهد بن سلطان، وقال: (إن هذه الجامعة الفتية استطاعت وخلال فترة وجيزة أن تخطو خطوات سريعة وثابتة بمتابعة دائمة ومستمرة من سمو الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك ورئيس أمناء الجامعة لتكون واحدة تترسخ فيها القيم الفكرية والأخلاقية وتنمو في أرجائها سنابل الخير لتعطي أطيب الثمرات مشيرا إلى التعاون ما بين الجامعة في بيروت وجامعة فهد بن سلطان وذلك لما لهذه الجامعة العريقة من خبرة تناهز القرن ونصف القرن في ميدان التعليم العالي ومن هنا جاء وضع المخطط الذي يجري تنفيذه والهادف إلى تنمية الاعتزاز بالثقافة والالتزام بخدمة المجتمع وتنميته بمهارات التواصل بالغتين العربية والإنجليزية وتنمية القيم المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والمهن وتنمية القدرات على استخدام المعارف والمهارات لمواجهة مسؤوليات الحاضر واستبشار تحديات المستقبل.

بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك رئيس مجلس أمناء الجامعة الكلمة التالية..

كل عام وأنتم بخير كل عام والوطن في خير كل عام ونحن في تبوك نتباشر بقدوم سلطان الخير.

تبوك يا سيدي التي لها مع سموكم قصة وفاء وولاء قصة بناء ونماء.. بدأت فصولها منذ عقود شكلت واقعها الحضاري الحديث تزهو اليوم في رحابكم وأنتم تضيفون فضلا وتكتبون فصلا يلامس تنمية الإنسان ورقي المكان بتفضلكم رعاية افتتاح المباني الرئيسية لهذه الجامعة الأهلية التي سبق أن وضعتم لبنتها الأولى قبل خمس سنوات مضت فمرحبا بكم سيدي بل مرحبا بالجميع في رحابكم.

عندما نتحدث عن التعليم في المملكة نتحدث عن بناء الوطن والمواطن ونتحدث عن الارتقاء بالوطن وتحديثه ورفعة المواطن وتمكينه فليس من قضية تتصل بالإنسان في كل زمان ومكان في دينه ودنياه اشرف من قضية التعليم.

وإذا كان جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قد أدرك أنه لكي يؤسس دولة قائمة على الإيمان عمادا وأساسا لها فلا بد أن يكون العلم احد ركائزها وهذا ما كان يؤكده في كثير من أقواله التي يدعمها بالتنفيذ والفعل مستذكرا قول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.

وما ورد عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من حث على العلم والتعلم فحضارة الإسلام كما كان يراها المؤسس - رحمه الله - قامت على الإيمان والعلم فبالإيمان شق المسلمون الطريق إلى أصقاع الأرض ينشرون دين الله ويرفعون راية لا إله إلا الله وبالعلم أقاموا صروح الحضارة وعلموا الأمم الأخرى وتركوا آثاراً تشهد على عظمة وحضارة الإنسان المسلم.

وقد مضى على نفس الخطى قادة هذه البلاد بنفس النهج والاهتمام, وهذا ما نشهده في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسموكم حفظكم الله من نقلة كبيرة في مسيرة التعليم العالي بالتوسع في إنشاء الجامعات والتي دشنت في عدد من مناطق المملكة خلال الزيارات الملكية لتلك المناطق ومنها جامعة تبوك التي تؤدي ولله الحمد دورها التعليمي اليوم إلى جانب بقية جامعات المملكة.

وأضاف سمو أمير منطقة تبوك يقول: (إذا كانت الدولة قد شجعت القطاع الخاص على تبني مشروعات تعليمية مكمله لجهودها وعطائها ومن خلال تلمس حاجة شمال المملكة إلى وجود مؤسسة تعليمية توفر التعليم الجامعي المتخصص وبجهود منفردة من شخصيات محدودة أنشئت هذه الجامعة التي تتشرف في هذه اللحظات برعايتكم تدشنون مبانيها الرئيسية التي روعي في إنشائها أحدث متطلبات التعليم العالي وفق أعلى المستويات الأكاديمية للبنين والبنات لتتماشى مع أهداف الجامعة سعياً لتحقيق النوعية في الطرح التعليمي وهو ما دعا للاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال من خلال توقيع اتفاقيات مع جامعات لها خبرتها وتميزها كالجامعة الأمريكية في بيروت وغيرها من الجامعات العالمية كما روعي أيضا أن يكون الالتحاق ميسراً للجميع.

إن هذا التشجيع يا سيدي كان دافعاً وراء انطلاق العديد من الجامعات الأهلية القائمة وتلك التي تحت الإنشاء كجامعة الفيصل الأهلية بالرياض والتي سبق أن تشرفت بوضعكم لحجر أساسها ويشرف عليها أخي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وجامعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وجامعة أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد الأهلية بالمنطقة الشرقية التي ستحظى برعايتكم الكريمة غداً بإذن الله.

وأخيرا ومشاعر البهجة والسرور تغمرنا باكتمال فرص التعليم العالي في منطقتنا الذي قرب المسافات ويسر العلم فإننا نسعى ونتطلع أن يكون هذا الصرح التعليمي الذي توج هذا اليوم بكريم رعايتكم منبراً للعلم والعمل فشكراً لكم يا سيدي باسمي وباسم مجلس أمناء الجامعة وكافة منسوبيها وباسم كافة أبنائكم في هذه المنطقة على الرعاية والتوجيه والدعم والمساندة ودليل ذلك ما علن في هذه اللحظات من تبرعكم السخي سيدي داعين المولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسموكم الكريم عاشت بلادنا واحة امن ووطن سلام ومنارة علم وكل عام والجميع بخير).

ثم ارتجل سمو ولي العهد الكلمة التالية..

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين

أيها الإخوة الكرام..

ماذا أقول عن فهد بن سلطان كل الذي أريد أن أقوله أن الله سبحانه وتعالى يوفقه لعمل الخير ويسدده عملا صالحا لمواطنينا الكرام.

وبهذه المناسبة أرجو أن الجامعة تقبل طلبي بإدخال خمسين يتيما قد وصلوا إلى مستوى الجامعة أو معاقا وصل إلى مستوى الجامعة وتكون دراسة الخمسين هؤلاء على حسابي الخاص تكريما للإنسان وتكريما للجامعة نفسها وشكرا جزيلا.

عقب ذلك تشرف طلاب الجامعة بالسلام على سمو ولي العهد ثم قدمت لسمو ولي العهد هدية تذكارية قدمها سمو أمير منطقة تبوك رئيس مجلس أمناء الجامعة عبارة عن مصحف أثري ثم قدمت لسموه هدية الجامعة.

وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي ثم غادر سمو ولي العهد مقر الحفل مودعاً بالحفاوة والتكريم.

حضر حفل الافتتاح أصحاب السمو الأمراء ومديرو الجامعات بالمملكة والمسؤولين بالمنطقة من مدنين وعسكريين وأهالي المنطقة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد