إن الاستعانة بالشيء المفيد هي من سمات البحث عن الأفضل لكي تبرز الأعمال ويظهر النجاح بعد توفيق الله، ولا يمكن أن يخوض شخص أي عملية ما إلا قد احتك به كثيراً وتحدث معه ويستنجد به ليوضح له معالم الأعمال وتنوير طريقه من واقع خبرة مديدة.
الأعمال بمختلف نشاطها التجاري والاقتصادي والاقتصادي والاجتماعي هي (حراك يومي) يعيشه صاحب الشأن، بدأ بالاحتكاك مع من قبله ورحب كثيراً بتوجيهات من كان قبله، فلو نظرنا إلى الأعمال التجارية من صناعات ومنشآت نجد أن مع مرور الوقت والزمن تختلف كثيراً سنة تلو الأخرى، التنافس موجود والمنشآت تتكاثر، ومع ذلك ما زال الكثير ممن يمتلكون للمنشآت على نفس النهج لم يتغير، وفقوا كثيراً لوجود عدة أسباب، وقد يكون المتابعة الشخصية والخبرة لهما دور كبير في ذلك.
الإعلام بعناصره (المرئي والمقروء والمسموع) هي تحتاج للكثير من أصحاب الخبرات الذي لديهم مخزون سابق وما زالوا يبثون رياح مفهومية الإعلام من واقع ممارس، فلو نظرنا إلى الإعلام المقروء قبل 30 سنة تقريباً كيف كان؟ نلاحظ أن هناك إمكانات ضعيفة سواء من الأمور المادية أو الامكانات التحريرية من محررين ومخرجين وفنيين، ومع ذلك نجد أن رئيس التحرير أصغى لغيره ولامس غيره ممن سبقوه في المجال وليس في البلاد فقط ولكن في العالم العربي أجمع.. وعملية تنشئة الإعلام وتحديث مجريات رسالتها وخطواتها تأتي باستقطاب من يملكون رسم الرؤية المستقبلية ففي شتى بقاع العالم نجد أن هناك مؤسسات إعلامية ضخمة موجودة في السوق الإعلامي منذ ما يقارب قرنا من الزمان، مؤسسات تتوافد عليها أصحاب الخبرات، لديهم ما يكفي النجاح أي مؤسسة إعلامية من ناحية البث أو التحرير أو التغطيات، ولعل التطورات المصاحبة علت كثيراً للإعلام وأصبح هناك نقلة تكنولوجية للإعلام، ولعل الإنترنت يكون من أبرز النقلات الحقيقية، والصحافة المطبوعة شهدت خلال العقدين الماضيين لدينا تغيرا حقيقيا للصحافة في المملكة بأسباب لعل وجود الرؤية الحقيقية ومتطلبات العصر، وقد تمت الاستفادة من الخبرة القديمة ومزج آثارها بالوقت الحالي مع توفر سبل الامكانات الموجودة والمتوفرة منها وجود الإعلان وسرعة التغطيات وتطور الإخراج، في السابق كان الإعلام المقروء قليل الإيراد نظراً لقلة الاشتراكات من المؤسسات ومن الأفراد من قلة وجود الإعلان التجاري ومع ذلك واكب رؤساء التحرير آنذاك حضارة وقتهم بتقصي الحركة الصحفية بمتابعة ساعات عدة ومتواصلة.
وخير شاهد على استقطاب الخبرات للمؤسسات الإعلامية أسماء عدة فعلى سبيل المثال يأتي الاسم الأبرز على الساحة الاستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفتنا الغراء، فقد لامس قلمه الصحافة قبل 40 عاماً تقريباً، وأصبح رئيسا للتحرير منذ بداية التسعينيات الهجرية، وقد عمل مع الأستاذ خالد رجال اكتسبوا الخبرة من رجل سخر وقته للصحيفة مثل الأساتذة عثمان العمير، عبدالرحمن الراشد، محمد الوعيل، محمد التونسي، وغيرهم الكثير، فقد تتلمذوا على يد الأستاذ خالد وكونوا ورشة عمل حقيقية وفعالة ونراهم الآن يرأسون صحفا محلية، فالأستاذ عبدالرحمن الراشد سبق أن ترأس صحيفة الشرق الأوسط والآن يدير قناة عربية مشهورة، وكذلك الأستاذ محمد التونسي من نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط إلى رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية والآن مدير عام قناة الإخبارية، وغيرهم الكثير، تلك الاسماء كانت منذ بداية عهدها بالإعلام المقروء تتلذذ كثيراً ويمارسون أعمالهم (التحريرية) والتغطيات بتوجيهات من رأس الهرم الأستاذ خالد المالك.
الخبرة هي القدرة الحقيقية لنجاح أي عمل، والخبرة في الإعلام المقروء تلعب دوراً أساسياً عند وجود خطأ لا قدر الله أو أزمة مالية، فيمكن إطفاء تلك الأزمات من دراية ومعرفة، كسب خبرات الآخرين نحن نبحث عنها في المجال الإعلامي، فمنها نعرف كيف نعمل ونعرف كيف نرسم صورة التطلعات التي يريده المتلقي، حتى كتابة المقال لا نستغني عمن سبقونا وأثروا علينا، نلتمس منهم كل حرف وكل فكرة، نتعلم منهم الكثير فنحن المستفيدون أولاً وأخيراً.
s.a.q1972@gmail.com