ما أجمل الإنسان عندما يكون سعيداً.. ما أجمل أن يكون في حال من السعادة والبهجة والفرحة، ولا أروع من إنسان تكون البهجة في محياه ففي هذه السعادة والبهجة يتخطى الإنسان كثيراً من الصعاب التي تعترضه، ويتخطى الكثير من المواقف الصعبة التي تمر به، وما أحوجنا إلى البعد عن كل ما يعكر خواطرنا ويجعلها ضيقة.. ما أحوجنا إلى النظر للمستقبل نظرة الواثق.
إن الشعور بالسعادة والفرحة يساعد الإنسان على تحقيق مزيد من النجاحات المستمرة، ويمنحه الدافع القوي لمواصلة مشواره في الحياة.. إنها دعوة بأن تكون البشاشة عنواناً، وأن تغمر السعادة الوجوه وتكون النظرة للمستقبل بعيون الأمل المشرق هي سمتهم.
ومن الصفات الإنسانية المحببة الحياء وهو صفة محمودة وخلق جميل يتحلى به ذوو الأدب والهدوء والاتزان وأصحاب العقول الراجحة، والمتصف بالحياء شخص محبوب لأنه دائماً يقدر الآخرين ويحترمهم ويراعي مشاعرهم، وهذا هو الخجل الإيجابي الذي لا يحمل صاحبه على هضم نفسه وسلبها حقوقها وجعلها مثار تندر الآخرين.. كما أن الخجل إذا تعدى الحدود المعقولة ودفع صاحبه إلى عدم مشاركة الآخرين، ربما يكون سبباً في عزل صاحبه وانطوائه عن المجتمع، إذ إن تأثير الخجل عليه يجعله يخشى مواجهة الآخرين ويخاف من مشاركتهم مما يفوّت عليه الكثير من فرص النجاح.
وهناك حاجة تدعو بعض الناس إلى الاقتراض من الأصدقاء والمعارف، وهذا بلا شك من العادات المتعارف عليها من قديم الزمان وتدل على معانٍ سامية تسهم في مواجهة الأزمات، وهو دليل ترابط ومد جسور مع الآخرين، ولكن هل هذا الاقتراض لأمور مستعجلة ومهمة ولا تقبل التأخير والتصرف، أم هو لمجرد تأمين كماليات لا تدخل في الضرورة ويمكن تأخيرها بل الاستغناء عنها، فعادة الاقتراض ربما تجر الشخص إلى تراكم الديون عليه وتجعله غير قادر على الوفاء بالتزاماته الأسرية والشخصية وتفقده السيطرة على دخله، مما يكون له الأثر السلبي عليه وعلى من اقترض منهم ومن ساعدوه في تجاوز أزمته.
لذا يجب على كل من اقترض مالاً أن يكون حريصاً على أن يكون القرض لضرورة ملحة وأن يحرص على رده وعدم المماطلة في تسديده وفاءً لمن وقف معه وساعده مما يجعل سمعته عطرة ويترك انطباعات جميلة عن نفسه فيحظى بقبول لدى الآخرين والاستعداد لتلبية طلبه وقت الضرورة.
وفي المقابل هناك سلوكيات مرفوضة فإن ما يحدد شخصية الإنسان ومدى ثقافته ووعيه هو ما يصدر عنه من سلوكيات، فعندما نسير في شوارعنا الجميلة المزدانة بالزهور والأشجار الظليلة، ونشاهد شخصاً يفتح نافذة سيارته ويرمي النفايات في هذه الشوارع، ليخدش جمالها وروعتها ويزيد من الأعباء الملقاة على كاهلي مسئولي النظافة، أو نرى شخصاً يقود سيارته بسرعة فائقة ويدور بها تارة يميناً وأخرى يساراً معرضاً أرواح سالكي هذا الطريق للخطر ومقلقاً لراحتهم فبم نحكم عليهم؟.. لا شك أننا سنحكم من خلال هذه السلوكيات والتصرفات بقلة وعيهم وبعدم إحساسهم بالمسؤولية تجاه بلدهم وأهلهم، إن السلوك المهذب المتحضر والحرص على مكتسبات الوطن هما الواجهة للشخص وهما اللذان يدللان على وعيه وثقافته وإخلاصه لأمانته ووطنه.
- بريدة