جميع مطارات المملكة العربية السعودية الإقليمية تحتاج في الوقت الراهن إلى نظرة خاصة ووقفة جادة من قبل مصلحة الطيران المدني للكشف عن جوانب القصور المتعددة للمطارات الإقليمية والتي مضى على إنشائها فترات طويلة جداً ولم تحالفها روح التطوير والتغيير، ولي مع معظم تلك المطارات في مختلف أرجاء هذا الوطن الغالي العديد من الوقفات والتي تؤكد جميعها أنها أصبحت من التالف وضمن الإزالة النهائية لأنها غير قادرة على مواكبة النهضة التي يعيشها وطننا المعطاء.
أصبحت جميع المطارات الإقليمية عبئاً كبيراً جداً حتى على السياحة، بحيث لا يمكن من خلال الواقع الفعلي لها إدخال التغييرات اللازمة لمواكبة التطورات المختلفة في النواحي السياحية، فهي على سبيل المثال مبانٍ متهالكة وقديمة ومحدودة الإمكانيات وغير متعددة الخدمات ناهيك عن وضعها غير الملائم من حيث التجهيزات المطلوبة، فعلى سبيل المثال قاعات الانتظار للدرجة الأولى متهالكة الكراسي رديئة التكييف تفتقر إلى أبسط أسس الضيافة من جرائد ومجلات ومشروبات متنوعة، أما قاعات الدرجة السياحية فحدث ولا حرج من حيث سوء توزيع المقاعد بالإضافة إلى كونها بالية وقديمة ومهترئة، وبخصوص الحمامات فهذه تفتقر إلى النظافة الدورية كما يلاحظ الأعطال المتكررة لمحابس المياه وقلة أوراق النظافة والتجفيف وسوء الأرضية وقدمها، بالإضافة إلى العمالة الرخيصة غير المدربة، ويقابل ذلك مكاتب الخطوط السعودية التي تفتقر إلى التجهيزات الحديثة المختلفة. المطارات الإقليمية على سبيل المثال في بعض مناطق الوطن الغالي يمكن الاستفادة منها في مختلف الأنشطة ومنها على سبيل المثال مطار الطائف والذي يمكن استغلاله كمساند وداعم لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة خلال فترة الحج لاستقبال الطائرات القادمة من أماكن مختلفة من العالم، كما أنه بوابة السياحة لمختلف مناطق الجنوب، هذا المطار يعيش في الوقت الراهن أسوأ حالاته. مطاراتنا الإقليمية يكفيها سنوات الانتظار العجاف من قبل مصلحة الطيران المدني، حيث إنها في حاجة ماسة إلى وضع الخطط والدراسات الإستراتيجية والبرامج الخاصة من قبل مصلحة الطيران المدني وذلك من خلال الخصخصة ودعوة المستثمر ورأس المال للبدء حالاً في تنفيذها على أحدث الطرق العالمية، مصلحة الطيران المدني لابد من محاسبتها على التقصير في الوضع السيئ لمطارانا الإقليمية والتي تفتقر إلى مواقف السيارات بالإضافة إلى عدم وجود الباصات لنقل المسافرين إلى داخل المحافظات ومحدودية شركات تأجير السيارات وعدم التزام سائقي اليموزين بالتسعيرة المحددة، كما أنها مسؤولة أيضاً عن التأكيد على عدم التدخين ومراقبة المدخنين داخل المطارات وخصوصاً من بعض ضعاف النفوس من المسافرين وموظفي الخطوط السعودية ورجال الأمن وموظفي المطار. مصلحة الطيران المدني عليها واجب الإعلان في وسائل الإعلام المختلفة عن بدء وضع الدراسات الخاصة لجميع مطاراتنا الإقليمية إذا ما أرادت أن يكون لها دور بارز في النهضة التي يعيشها وطننا المعطاء، مع ضرورة الإسراع في تنفيذ تلك المشاريع وعدم اللجوء إلى الترميمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
أستاذ التلوث الميكروبي البيئي