لا يختلف الشياع الأكبر والسواد الأعظم من فقهاء وعلماء المسلمين المعاصرين على أن الشرك بالله تعالى من نواقض أصول الدين، وأنه من أعظم الذنوب التي يقترفها المسلم، استناداً إلى قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وبالتالي فإن التغرير بأبنائنا وبناتنا وتعليمهم نواقض الإيمان والاعتقاد بهذا الأصل يعتبر من الأمور التي في غاية الأهمية، ولكن أن تملأ عقولهم بأقوال وأمثال هي بعيدة كل البعد عن ديننا الحنيف، فهذا ما لا نقبله بتاتاً.
فأبناؤنا وبناتنا أمانة في أعناقنا، وهم من سيحمل راية الانتقال بالبلاد الى المستقبل الزاهر فلا يصح أن ندس في مبانيهم العقلية بعض المعتقدات الشاذة التي تهدم روح التواصل الإيجابي بينهم، بصورة توصل بعضهم إلى تكفير البعض الآخر، وهذا ما نراه جريمة، بل خطيئة وقع فيها بعض (المغرر بهم) الذين وقعوا بين الاعتقاد والإيمان بإشراك آخر مع رب العزة والجلالة الذي يعتبر شركاً بإجماع العلماء.
بل تخيل أخي القارئ أختي القارئة أن ابنك الشاب أو ابنتك الشابة تم إقناعهما بأن ابنة أو ابن الجيران يستحق عقوبة هدر دمه... وأن ماله وعرضه مستباح.. وإذا ما فعل ذلك فهو خالد في الجنة... أخبرني عزيزي القارئ كيف سينظر ابنك أو ابنتك الى ابن أو ابنة الجيران؟ وكيف نستطيع أن نخلق بعد ذلك مجتمعاً يؤمن بالتعايش الاجتماعي وبالحوار الوطني الذي بدأ حصد ثماره في محاولة بعضهم معرفة الآخرين والتقرّب لهم وقبولهم لا فرق بين قبيلة وأخرى ولا عشيرة وثانية ولا مذهب وآخر.
لقد استطاع ملكنا خادم الحرمين الشريفين إقناع جميع الأديان بالجلوس على طاولة واحدة والتحاور والتفاهم أو التعاضد... لا فرق بين مسلم أو مسيحي أو بوذي أو يهودي في ذلك الحوار... هذه الدعوة التي لاقت تقديراً واحتراماً وتأييداً من جميع الأديان وجميع الحكومات والشعوب.
سؤال أخير: إذا استطعنا أن نجمع تلك الأديان على كلمة واحدة، أليس من المستغرب ألا نجمع كلمة هذا الشعب على حب وتقدير واحترام بعضهم بعضا؟
- الرياض
Farlimit@farlimit.com