الرس - خالد الغفيلي
تعود الإثارة والندية والقوة لمنطقة القصيم التي يترقب جمهورها المولع بكرة القدم لقاء الديربي والماضي الذي يجمع بين قطبي الكرة في المنطقة (الحزم والرائد) في واحدة من أهم وأقوى مواجهات الجولة الرابعة لدوري المحترفين السعودي؛ حيث يجمع ولأول مرة بتاريخ لقاء الفريقين بدوري الكبار والأضواء بعد أن جمعتها لقاءات سابقة في الأولى ودوري منطقة القصيم، إلا أن هذا اللقاء يختلف كثيراً عن جميع المباريات الماضية؛ حيث هذه المواجهة الأولى بعد المباراة الشهيرة التي جمعت الفريقين بالرس في دوري الأولى قبل أربع سنوات، وحينها فاز الحزم بثلاثة أهداف، وكان آنذاك التنافس بين الفريقين على المركز الأول حيث واصل الحزم انطلاقته بعد الفوز، وتقهقر الرائد للمراكز المتأخرة حتى هبط بعد ذلك للثانية، ثم عاد سريعاً للأولى ومنها للممتاز، إضافة إلى أن المواجهة تحدد من الزعيم والسفير الحقيقي لمنطقة القصيم التي ظل حزم الصمود طوال السنوات الثلاث الماضية يحمل لواءها حتى جاء هذا الموسم رائد التحدي ليشاركه في المهمة الصعبة جداً؛ لذلك ستكون أنظار أنصار الفريقين والمعجبين بهما في محافظات القصيم تتابع وتترقب ماذا ستسفر عنه المواجهة الحاسمة التي استعد لها الفريقان جيداً.
موقف الفريقين
بالرغم من أن مواجهات (الديربي) والتنافس لا تعترف بالمستوى الفني والجاهزية بقدر ما ترجح كفة الفريق الأكثر جاهزية من الناحية النفسية التي هي العامل الرئيسي في مثل هذه المواجهات التنافسية، فبنظرة على موقع الفريقين في سلم الترتيب نجد الحزم يحتل المرتبة ما قبل الأخيرة بنقطة واحدة حققها على ملعبه أمام الاتفاق، وخسر مواجهتين أمام الوحدة على أرضه وأمام المتصدر الاتحاد على ملعب جدة، وفي الجانب الآخر نجد الرائد أفضل حالاً من جاره فيحتل المرتبة التاسعة بثلاث نقاط حصل عليها بعد فوزه المثير في بريدة على الوطني، وخسر مباراتين خارج أرضه أمام المتصدر الاتحاد والهلال، والرائد أفضل فنياً وجاهز أكثر من الحزم الذي يعاني من أمور فنية كثيرة.
أوضاع الحزم غير مستقرة
ربما هي المرة الأولى بالممتاز يدخل الحزم بأوضاع غير مستقرة سواء فنية أو إدارية؛ فالفريق يعاني من ظروف فنية صعبة أبرزها عدم الانسجام بين عناصر الفريق نظراً إلى تخبطات عمار السويح الذي في كل مباراة له تشكيلة؛ فهو غير مستقر حتى الآن على تشكيلة معينة، وهذا ما أحدث خللاً فنياً بالفريق الذي يعاني كثيراً من ضعف حراسته التي تعتبر نقطة الضعف الأكبر بالفريق في ظل تواضع قدرات الحارس سعيد الحربي وعدم وجود البديل الناجح، إضافة إلى الإصابات المتلاحقة التي تحل بلاعبي الفريق والتي كان آخرها المدافع المحترف أمين الذي سيكون مشاركاً بعد شفائه من الإصابة، وهنا تكمن صعوبة المباراة على الحزم الذي ما زال يعاني من الغيابات.
انتفاضة الرائد تخوّف
وعلى النقيض من ذلك يعيش رائد التحدي أفضل حالاته الفنية والنفسية بعد فوزه المستحق على الوطني؛ ما أعطى الفريق دفعة معنوية كبيرة قبيل لقاء الحزم المهم الذي يحظى بمتابعة إدارية وشرفية كبيرة بعكس الجار، إضافة إلى تكامل صفوف الرائد بعودة هدافه الخطير من الإصابة بوريس كابي. ولعل ما يميزه عن الحزم تواجد البديل الناجح على دكة الاحتياط أمثال أحمد الحربي وعبدالإله هوساوي والحارس خالد شراحيلي وهذا ما يعطي مدرب الرائد الدو خيرات عديدة بعكس مدرب الحزم عمار السويح الذي يعاني من دكة البدلاء.
مواجهة تونسية خارج المستطيل
لن تكون مباراة الديربي الليلة خالية من ديربي مصغر ولكنه خارج المستطيل الأخضر الذي يجمع ابنَي الجلدة الواحدة من تونس الخضراء مدربَي الفريقين، فالحزم يقوده التونسي عمار السويح والرائد يشرف عليه التونسي الآخر محمد الدو، فكل مدرب وضع حساباته الخاصة لهذه المواجهة التي ربما تكون الأخيرة لأحدهما في حالة حدوث الخسارة فربما تكون المقصلة متوقعة خاصة لمدرب الحزم عمار السويح الذي سيعمل جاهداً لكسب المباراة لكي ينجو من الإقصاء الذي ربما يطال الرائدي محمد الدو رغم فوزه على الوطني، إلا أن الأمور لن تكون في صالحه في حالة الخسارة التي تعني للمسؤولين في الرائد الشيء الكثير كما هو الحال بالنسبة لأصحاب الشأن بالحزم الذين لن يسمحوا للسويح في حالة خسارته. ويعتمد المدرب الحزماوي في طريقة لعبه على الطريقة الدفاعية المكونة من أربعة لاعبين في الدفاع وخمسة في الوسط ومهاجم واحد تنقلب إلى 4-4-2 في حالة الهجمة، حيث يتواجد وحيداً صفوان المولد وينضم إليه حمادجي أو أحمد مناور. وفي المقابل يبدو المدرب الرائدي محمد الدو أفضل حالاً من ابن جلدته السويح وأكثر راحة لتكامل صفوفه، ويلعب بالطريقة التقليدية 4-4-2 التي يجيدها الفريقان في ظل عودة المحترف يوريس كابي الذي يشكل خطورة كبيرة مع ماجد المولد أو عبد الإله الهوساوي الورقة الرابحة لديه.
تشكيلة الحزم المتوقعة
من المتوقع أن يلعب السويح في حراسة المرمى بسعيد الحربي وفي الدفاع نايف موسى وذياب مجرشي وأمين أفانوا ويوسف رشيد، وفي الوسط عبد العزيز الهليل ومحمد روينز ويحيى مجرشي وأحمد مناور وحمادجي، وهجوماً صفوان المولد.
تشكيلة الرائد المتوقعة
من المتوقع أن يزج الدو في حراسة المرمى بفايز السبيعي ودفاعاً بفارس العمري وطارق ميدي وعبد العزيز المفرج وباسم الشريف وفي الوسط أحمد الخير وطارق الخريف وعبد العزيز الكلثم ومجرشي وهجوماً يوريس كابي وماجد المولد.
دولي يقود ديربي القصيم
أسندت لجنة الحكام الرئيسة لمباراة الحزم والرائد طاقماً دولياً بقيادة الدولي ظافر أبو زندة ويساعده ناصر المظفر وحمود الشمري، وتقع على الحكم ظافر أبو زندة مسؤولية كبيرة لضبط المباراة منذ دقائقها الأولى وعدم إعطاء الفرصة لأي لاعب للتحايل أو التساهل مع الخشونة التي يجب أن يكون الحكم معها حازماً؛ فالمباراة وأهميتها لا تقبل أي تساهل من قبل الحكم المطالب وبقوة بإدارتها لأن أي هفوة منه ربما تحدث أموراً لا تُحمد عقباها خاصة في ظل الحضور الجماهيري المتوقع لهذه المباراة التي ربما تعيد أبو زندة للأضواء في حالة نجاحه في قيادة المباراة إلى بر الأمان.