تروي بعض كتب التاريخ حكاية ذلك الأعرابي الجاهل الذي يزعمون أنه بال في بئر زمزم.. ولما أشبعه الحجاج ضرباً سُئل لمَ فعلت هذا؟ قال ليذكره الناس..!!.. إذن فعل شيئاً منكراً ومخالفاً للعقل والذوق والمنطق ليكون له شأن وذكر.. ويدخل التاريخ ولو من الباب الأسود.. قناة أبوظبي الرياضية يعرف عنها الجمهور الرياضي السعودي مهنيتها ورقيها وكانت تنال الكثير من الثناء والإعجاب !.. وكثيرون تمنوا أن يكون لهذه القناة نشاطها وحضورها في الدوري المحلي.
وفعلاً حضرت ولكن بطريقة خيبت آمال السواد الأعظم من الجماهير السعودية.. فبدا وكأنها تريد لفت الانتباه والبحث عن الإثارة ولكن بأساليب عفا عليها الزمن ولا تليق بالقناة وسمعتها..
(خط الفتنة)!!
شاهدت تقريباً حلقة واحده معادة من برنامج (خط الستة) قبيل إجازة العيد.. البرنامج منذ بدايته مندفع بشكل غريب نحو الاتهام والتشكيك باتحاد كرة القدم السعودي ولجانه، بل برئيس اتحاد كرة القدم السعودي.. المقدِّم يسأل هل لجان اتحاد كرة مجرد واجهة؟.. ثم يقول هل تنسف اللوائح بتوقيع شخص ما..؟ وبعض الضيوف يهزون الرؤوس ويبصمون له بالعشرة.
أيضاً الحديث عن ضم نور للمنتخب.. وهذا قد يفسر أن الهدف هز استقرار المنتخب السعودي ولاعبيه وكسر الثقة بينه وبين الجماهير.. وخصوصاً أن الحديث يأتي بعد فوز المنتخب السعودي على منتخب الإمارات.. ومثله الحديث عن تحول ميتسو لتدريب المنتخب السعودي فور استقالته.. اختيار نوعية الضيوف وانتماءاتهم يبدو أنه ليس عفوياً.. وخصوصاً أنهم اندفعوا نحو مجاراة المقدِّم وترديد ما يريد على طريقة (أنت تفصل وإحنا نلبس).
الصيد السمين
المحور الثاني وقضية البرنامج الرئيسة حسب حلقاته الأولى هو الهلال.. الذي جعلوه علكة في أفواههم يمضغونه كما يشاءون !.. فهل لان الهلال هو العمود الفقري للمنتخب السعودي ولاعبيه يشكلون النسبة الأكبر من لاعبي المنتخب صار هدفاً رئيساً للبرنامج ..؟ وهل لهذا السبب تم استضافة صحفيين من أندية ومندوبين لها عدا الهلال ..؟ استهداف الهلال النادي الأكبر والأهم لم يكن عشوائياً والمثل يقول (إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة)..
الحلقة التي شاهدتها وجدت اثنين من ضيوف البرنامج محور حديثهم لا يتجاوز الهلال.. لو تحدث المقدِّم عن حالات الطلاق أو حوادث السيارات لاتجها بالحديث نحو الهلال.. فالمصلحة العامة ليست في قاموسهم أبداً.. وغير قادرين على الخروج من عباءة الميول.. أحدهما مارس الكذب بكثافة غير معهودة.. مستغلاً جهل الموجودين أو أن لا أحد يرغب بالرد.. فمرر حزمة من المغالطات والأكاذيب لمجرد تشويه سمعة الهلال.. مع أنه خريج أنظمه ويقول إنه قانوني.. وهذه لو كانت مجرد آراء متعصبة فيمكن تمريرها كرأي شخصي.. ولكنها تزوير حقائق وتمرير معلومات غير صحيحة.. والبرنامج إذا لم تتعدل منهجيته ويميل للاتزان وإلا سيتحول لدى الجماهير إلى برنامج (خط الفتنة).. ولن يكتمل التوازن إلا بإضافة مقعد خامس في الأستوديو..
سؤالي للأستاذ نجيب ...
شاهدت كثيراً من برامج القناة عن الرياضة الإماراتية.. ولم أجد أنها تمارس الخوض في مناطق حساسة والبحث عن التعصب والإثارة الممجوجة كما يحاول البرنامج فعله في الرياضة السعودية.. لم أشاهد تشكيكاً في الاتحاد الإماراتي كما تفعل مع اتحاد الكرة السعودي.. قد نجد نقداً موضوعياً وصريحاً ولكن ليس تشكيكاً شخصياً.. ولم نر اتهامات مبطنه لرأس الاتحاد بالتلاعب أو التحيز لأندية ضد أخرى.. لم نشاهد إثارة للتعصب والحساسيات بين الأندية الإماراتية بين العين والوحدة والوصل وغيرها كما يفعل البرنامج.. لم نجد اتهامات غير مباشره تتهم الاتحاد الإماراتي بالتحيز للعين مثلاً. ماذا لو قناة سعودية دخلت الدوري الإماراتي وفعلت ما يفعله البرنامج ضد أهم أندية الإمارات ولنقل العين.. هل سيقبل بهذا الأستاذ نجيب وما هو رد فعله كمواطن إماراتي؟
الجمهور ما زال على ثقة بمهنية وحيادية قناة أبوظبي.. والفرصة قائمة لتلافي هذه الهفوات والوقوف على مسافة واحدة من الأندية السعودية.. ولكن نصف الضيوف لن يساعدوه لأن تاريخهم الصحفي معروف ومحفوظ فإنك لا تجني من الشوك العنب.
(يا الله الخيرة)!!
يقولونها هكذا بالتعبير الشعبي خصوصاً كبار السن.. إذا حدث أمر لا يرغبونه.. أي لعل في الأمر (خيرة) .. وكما يقال شيء أهون من شيء.. فكون إيقاف التايب يأتي في بداية الموسم أفضل من أن يأتي في نهايته.. لن أدخل في تفاصيل القضية وكيفية حلها.. ولكن الهلال عوقب ولا ذنب له.. واللاعب سجل بكشوفاته بموافقة من الفيفا.. إلا إذا كان يوجد (خطاب مكتوب) من الفيفا يحمّل الهلال تبعات أي نتيجة للقضية.. من ناحية فريق الهلال والتأثير الفني.. فالقرار بالتأكيد سلبي جداً.. ولكن لا يكاد يوجد شيء لا إيجابية له.. أعتقد أن الإيجابية هنا أن توقف التايب سيكون فرصة للاعبي الهلال الجدد والصاعدين مثل الفريدي والدوسري لإثبات وجودهم وحمل الفريق على كواهلهم بمشاركة الشلهوب.. وهذا سيزيد من خبراتهم و تجاربهم الفنية.. على كل حال الإيقافات تسير مع الهلال منذ القدم كما تسير معه البطولات ومن ينسى إيقاف عزيز في الموسم المنصرم بسبب المنتخب.
المثالية أحياناً لا تجدي ..!
التصريح التلفزيوني لنائب رئيس الهلال عقب الخسارة من نجران تصريح عقلاني وموضوعي.. فلم يحاول تحميل الخسارة لعامل خارجي.. وأرجعها لعوامل تخص الفريق.. وبقدر عقلانية التصريح.. ولكن كان من حقه أن يشير في تصريحه إلى خطأ الحكم الفادح بإلغاء هدف التعادل في الوقت بدل الضائع.. والذي أقرّ بصحته المحلّل التحكيمي للقناة.. وإغفال ضربة جزاء للصويلح.. والتنويه عنها كان ضروريا لتلافي أخطاء التحكيم وعدم تكرارها.. لأن بعض الحكام يعتبر الصمت نوع من الضعف والاستكانة.. وهم يبحثون عن السلامة ويخشون أصحاب الأصوات العالية والأقلام السامة.. والفريق الذي يصمت مسيروه عن الدفاع عن حقوقه قد يعتبره الحكام الملاذ الأمن للنجاة بجلودهم.
ضربات حرة
* الهلال وقع ضحية للتحكيم أمام نجران مرتين.. لقاء الموسم المنصرم الهدف الأول تسلل وبشهادة المحللين وهذا العام إلغاء هدف هلالي في آخر دقيقه وإغفال ضربة جزاء !.. المعتاد أن تشتكي الفرق الصغيرة من محاباة التحكيم للأندية الكبيرة.. ولكن ما يحدث هنا هو العكس.
* مباراة الهلال نقلت لجده مع أن ما فعله جمهوره بمكة أتى كرد فعل على شغب جمهور الوحدة.. أما النصر فلم تنقل مباراته وبقيت بالرياض ومنع فقط الجمهور.. مع أن جمهور النصر هو من بدأ الشغب ودون سبب أمام الاتفاق.. فهل تختلف العقوبات باختلاف الأندية؟
* أراد الدفاع عن جمهور (رمي الجلة) فقال إن الكرات الحديدة التي ألقيت بالملعب تستخدم كزينة على سياج الملعب.. وهذا اعتراف بأن جمهور ناديه مارس تخريب بعض مرافق الملعب واقتلعها لرميها على اللاعبين.
* جمهور ناديهم يمارس الشغب ويوقف المباريات.. ثم يخرجون ليتحدثوا عن الهلال !
* في مباراة النصر والأهلي بالرياض.. بين الشوطين هجمت الجماهير على الكافتيريا في الملعب واستولت على الوجبات الغذائية وسرق مبلغ من المال.. وهذا حسب تصريحات صحافيه للمتعهد ومدير الملعب !!.. ومع هذا تم التكتم على ما حدث.. لم تتخذ أي إجراءات رادعه.
* طبيعي أن تعترض إدارة الاتحاد على قرار لجنة الانضباط بشأن مباراة النصر.. لأنهم تفاءلوا بنقل مباراة النصر لجدة كما نقلت مباراة الهلال.. ولكنهم نسوا أن النصر ليس الهلال.
* محامي الفريق التركي هو مدير شئون اللاعبين السابق بالفيفا.. وربما اطلاعه على اللوائح والخفايا وعلاقاته الشخصية ونفوذه بالفيفا جعله يقلب الطاولة على التايب والهلال معاً.