دهشت كثيراً قبل نحو ليلتين أو تزيد حين شاهدت إعادةً لبرنامج (بانوراما) الذي تبثه
قناة العربية لمشاهديها، وكان مصدر دهشتي أن ناقش البرنامج كاملاً سرقة إسرائيلية
لمقبلات لبنانية هي (الحمّص والتبولة ونحوها) فيما شاركَ في البرنامج خبراء في
وزارات التجارة اللبنانية والعرب ورَميْ الإسرائيليين بتهم السرقة جهاراً نهاراً
لبلدٍ لم يدخل أصلاً في منظمة التجارة العالمية وبقي فيها مراقباً.
وحين كنت أتابع البرنامج (مصادفة) تخيلت المشاهدين الذين تابعوا البرنامج وهم
يرددون (يا الله) ألم نجد قضية نناقشها سوى سرقة الإسرائيليين لحمصنا وتبولتنا
وتسويقها على أنها مُنتج (إسرائيلي)؟
ولطالما وصلنا إلى هذه المرحلة (كمالٍ سائب) فإنني أقترح أن يتقدم اللبنانيون بشكوى
رسمية إلى هيئة الأُمم المتحدة وأن يتدخل الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية
واقتراح بخارطة (حمّص) كي لا يضيع الحق اللبناني في مواجهة الحملة الإسرائيلية
المستمرة على اغتصاب (مقدراتنا) فيما أرى أن يتدخل حزب الله ليعلن هو الآخر تدخله
في حق عودة (الفلافل) اللبنانية التي أرى أنها (الفلافل) ستكون مستقبلاً نزاعاً
فلسطينياً لبنانياً سورياً، ولا يجب أن تسكت أحزاب الموالاة والمعارضة اللبنانية
على (صفاقة) الإسرائيليين الذين أعجبهم سكوتنا على الأرض المغتصبة فأخذوا (التبولة)
وأن يصدروا بيانات الشجب والاستنكار.. والبركة فيهم.
شيءٌ مخجل (إعلامياً) أن يتنافس العالم على التكنولوجيا وحرب (الذرة) والاحتباس
الحراري والتجارب العسكرية وسباق التسلح فيما قناة (العربية) رأت أن سرقة الحمّص
والمقبلات اللبنانية هَمّ يجب عليها دق أجراس التنبيه له في وقت ذهبت مليارات
العالم في أزمته المالية الحالية ومشارفة دول اقتصادية لسقوط مالي مريع وتأثيرها
على الاقتصاد العربي الذي جعل من الغرب جداراً يستند عليه واتهام عالمي (شعبي)
وإعلامي للدول العربية بأنها منبع للإرهاب.
لن أتحدث عن الأخطاء اللغوية الفادحة التي يقع فيها مذيعو العربية في نشرات الأخبار
ولا على تراتبية الخبر عندهم ولا على تنسيق نشراتهم وفق نسب المشاهدة ولكنني (أعتب)
عليهم هذا البرنامج الذي كان من الممكن أن يتفوق بمواضيع تهم المشاهد دون الحاجة
إلى استمالة المتابعين لقضية أشعر بأننا خسرناها منذ زمن وأن الحمص والتبولة
والفلافل لم تكن يوماً أهم من دماء سالت على أرضٍ عربية مغتصبة منذ عشرات السنين
تحت سمع وبصر العالم أجمع.
fm248@hotmail.com