العالم مازال يعايش الانهيارات الاقتصادية.. التي جاءت على كل شيء.. وكان من أوائل من استجاب وتجاوب مع هذه الانهيارات.. بل سبقها.. هو (العقار) إذ نسمع ونقرأ عن تراجع أسعار العقار بشكل كبير في أوروبا وأمريكا ودول عربية منذ أكثر من شهرين.. وازداد الانهيار مع أيام الأزمة ومازال التراجع قائماً.. وهناك من استغل فرصة هذه الانهيارات وراح يشتري عقارات بنصف قيمتها أو أقل.. وقد تعود لسابق قيمتها أو ترتفع ارتفاعاً بسيطاً.. أو ربما تتراجع أكثر وأكثر.. وهذا في علم الغيب لا يعلمه إلا الله وحده.
** لدينا هنا.. العقاريون وشريطية العقار ومكاتب و(صنادق) العقار.. يؤكدون ان العقار (صامد) أو ربما قالوا.. العقار يسجل زيادة.. ولا ندري.. أين.. وكيف.. ومتى هذه الزيادة.. فالمصدر كما يقولون (شريطية).
** ما أصاب الأسواق والبنوك والشأن المالي في العالم كله.. سيضرب العقار ضرباً مؤلماً.. ذلك أن العقار تضخم تضخماً كبيراً.. ثم إن العقار يحتاج إلى سيولة نقدية تحركه.. وأين السيولة؟!
** هل هناك من سيدفع - الآن - في الخمسمائة متر مربع؟!!
** وهل هناك.. من سيدفع ثلاثين وخمسين ألف في متر واحد؟!
** وهل هناك.. من سيدفع مليونين وثلاثة في (دوبلكس)؟
** وهل هناك من سيدفع ستمائة ألف ريال.. في شقة صغيرة؟!
** هناك ارتباك كبير في سوق العقار..
** وهناك تراجع في أسعار المعروض بشكل ظاهر..
** وهناك خوف من (طيحة) عقارية محتملة.. ستأتي على الأخضر واليابس وتُنهي بشكل سريع.. التخمة في أسعار العقار.. التي وصلت إلى أرقام فلكية لا تكاد تصدق.
** أرض تسأل عنها اليوم فيقال لك.. المتر بـ(500) ثم تعود يوم غدٍ ويقول لك.. المتر بـ(1200) في نفس الأرض.. وهكذا أراضٍ سكنية وصل سعر المتر فيها إلى (2000) ريال وأكثر.
** شريطية العقار.. يرتعدون.. وبالذات.. الذي لديه عشر قطع وأكثر.. ويريد أن يكسب من ورائها.. وقد اشتراها بأسعار خيالية..
** موجة السقوط.. وموجة التراجع.. ستطال العقار بدون شك.. وهي أمور بيد الله وحده.. ولكن هذا.. هو الواضح والظاهر.. من الذهول الذي أصاب العقاريين
** إرهاصات سقوط وتراجع العقار.. بدأت منذ أشهر.. حيث شهد السوق ركوداً ظاهراً.. بل إن بعض المكاتب العقارية.. اختفت خلال الأشهر الماضية.. وبعضها.. يؤكد انه لم يجر صفقة واحدة منذ سنة..
** ومشكلة العقاريين.. ان لهم رأيا آخر.. وأنهم يرون في الأسواق ما لم يره غيرهم
** مشكلتهم.. أنهم يغالطون الواقع.. ويحاولون التجديف ضد التيار..
** تيار السقوط المالي.. تيار قوي وجارف..
** وتيار الانهيارات المالية.. عمَّ العالم كله.. والعقار.. سقط في كل بلد.. فهل سيكون العقار لدينا.. في مأمن عن كل ذلك؟!!
** لا أحد يتصور ذلك.. إلا شريطية العقار..
** العقار.. قفز فجأة.. وتضاعف سعره دون أدنى مبرر..
** والعقار.. تضخم وترهل.. ووصل إلى أرقام فلكية ليست أهلاً لها.. وليست قيمة له.. فلابد من عودته إلى سعره الحقيقي.. ولابد من استقراره في المكان الطبيعي له..
** هناك من يقول: إن أسعار العقار لدينا.. مازال حتى بعد الغلاء.. أقل من غيرها في أي مكان في العالم.. وهذا غير صحيح.. فالأسعار.. نار.. والغلاء.. أضر بالناس.. إذ أنهى أمل كل شاب وشابة في الحصول على مسكن.. وأنهى وطوَّح بآمال الشباب والشابات في الزواج والاستقرار..
** هل سيقدر الشاب على دفع إيجار شقة بـ(30) ألف ريال؟!
** أو.. هل سيقدر على دفع قيمة شقة صغيرة بأكثر من نصف مليون؟
** سقوط العقار وتراجعه.. رحمة من الله بالشباب والشابات.. ورأفة بالضعفاء الذين يستأجرون ويحلمون بامتلاك بيت.. وهو أيضاً.. تهدئة لطمع تجار العقار.. الذين وصلت ثرواتهم إلى خانات المليارات على حساب الضعفاء والمساكين بل وصار للبعض منهم (مرافقون) و(شلة) و(جلسات)؟!!
و... و... و(تبون مطر بَعَد) نسأل الله العافية والسلامة.
** على شريطية العقار أن يدركوا.. أن الأزمة طالتهم بالفعل.. وليست أزمة احتمالية..
** وأبشروا - إن شاء الله - بموسم أمطار.. وسيول.. وربيع.. و(فقعٍ) أكبر من رأس الشريطي.