Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/10/2008 G Issue 13162
السبت 12 شوال 1429   العدد  13162
المياه المعدنية تفيد في علاج الصدفية و الروماتيزم

هامبورج - د.ب.أ

تشير أسماء بعض منتجعات المياه المعدنية في أوروبا مثل بادسالتسديتفورت وبادسالتسونجن وبادسالتسوفلين إلى أن الملح جزء مهم في برنامج المنتجع.

الزائرون إلى هذه المنتجعات الأوروبية وغيرها يغمرون أنفسهم في المياه العلاجية المالحة التي تحتوي على ملح بنسبة 45.1 في المائة كحد أدنى. وتوجد العيون المالحة التي تقام حولها منتجعات المياه المعدنية في كل أرجاء ألمانيا تقريباً. وتكثر على نحو خاص على الحدود الشمالية لسكسونيا وبراندنبيرج وبرلين وميكلينبيرج فوربوميرن.

كما أنها توجد في فوجتلاند وهي منطقة تطوق مساحة صغيرة على الحدود مع بافاريا وسكسونيا وتورنجيا وعلى طول الحدود الألمانية التشيكية حسبما يقول البروفيسور كارل لودفيج ريش من المعهد الألماني للبحوث الصحية في باد إلستر.

لكن لم يتم تطوير العيون المالحة وتحويلها إلى منتجعات للمياه المعدنية في كل مكان وجدت به.

يقول ريش: (إن تطويرها مكلف للغاية وكذا استغلالها). ولذلك فلا عجب أن الملح ظل قروناً يعرف باسم (الذهب الأبيض).

كان التنقيب عن الملح في أماكن كثيرة الأساس للثراء قبل نشأة منتجعات المياه المعدنية وأقيمت أماكن للاستجمام قرب العيون المالحة حسبما قال فيرنر شميت من مقاطعة هوهينلوهه شمالي بادن فيورتيمبيرج والمتحدث باسم إحدى الشركات السياحية. يقول شميت (فيما عدا استخدامه في منتجعات المياه المعدنية لم يعد الملح يلعب دوراً اقتصادياً. لكن المتحمسين للاستجمام يتتبعون قصة الملح حينما يسافرون على (طريق الملح والبحر) في منطقة سوابيان آلب شمالا باتجاه ما بين مقاطعتي نيكار وهوهينلوهه، حيث توجد وفرة في الترسيبات الملحية تحت الأرض. يمكن للاستحمام في مياه ملحية أن يرفع من معنويات المرء. والماء الذي يحتوي على 3 في المائة من الملح يعطي الجسم حالة من الانتعاش ويسمح للعضلات بالاسترخاء. وكلما زاد المحتوى الملحي في الماء زادت حالة الاسترخاء. يقول ريش: (بخلاف التأمل لا يحتاج المرء إلى أسلوب التركيز. ويمكن تحقيق حالة من الإحساس بالتسامي في الماء الذي يبلغ تركيز الملح فيه 7 في المائة ويمكن الإحساس بحالة من انعدام الوزن في الماء الذي يوجد فيه ملح بنسبة 15 في المائة. وعند الاستحمام في مياه بهذا التركيز الملحي يهدأ الجهاز العصبي التلقائي ويشعر الشخص بحالة من الاستجمام الكامل). ومع ذلك ينتقد البروفيسور كريستوف جوتنبرونر من مدرسة طبية في هانوفر الفكرة التي تم ترويج لها في أماكن كثيرة من أن حمامات الملح مفيدة لعافية الإنسان.

يقول جوتنبرونر: (لسنا نعرف ما إذا كانت مسألة التركيزات الملحية 2 إلى 3 في المائة في منطقة العافية لها أثر ذو علاقة على الصحة العامة).

وهو يرى أن الملح أولا وقبل كل شيء هو مكون علاجي ذو استخدام عادي يفيد في علاج مشكلات جلدية مثل مرض الصدفية. ولعلاج مثل هذه الأمراض يجب أن يكون التركيز الملحي 6 في المائة ويجب أن يستمر الحمام نحو 20 دقيقة.

يقول البروفيسور هيلموت براتسل الذي عمل عدة سنوات في معهد البالنيولوجي (علم الحمامات) وعلوم المناخ في جامعة ميونيخ إن المستخلصات الملحية تتسرب من الجلد عبر ماء محفز تناضحيا وهذا يحدث بدوره أثرا على جهاز المناعة لدى مريض الصدفية. وهناك مجال آخر تستخدم فيه الحمامات الملحية وهو مجال الحالات المنكسة مثل تآكل المفاصل في الفخذ والركبة ومنطقة أسفل الظهر (الفقرات القطنية). ويستخدم الملح أيضاً في علاج الأمراض الروماتيزمية برغم أن كثيرا من المصابين بالروماتيزم قد لا يذهبون إلى حمامات المياه المالحة إلا حينما يكونون في مراحل حادة من الالتهابات وهذا ما نبه إليه جوتنبرونر.

ويقول إن: (الملح مرهق نسبيا لأن التحفيز الذي يحدثه يمكن أن يجهد الجسم بشدة حينما يكون في مرحلة حادة من المرض).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد