ومع تقديري ومعرفتي السابقة واللاحقة بالهاجس الكبير الذي يحمله سمو أمين منطقة الرياض الدكتور الأمير عبدالعزيز بن عياف وحرصه الدائم على أن تكون الرياض ذات (منكب) عريض تزاحم به كبريات العواصم في العالم جمالاً وألقاً وتطوراً، فإنني أرى أن احتفالات الرياض بالعيد رغم جمالها وتزاحم المواطنين عليها كل عام أرى أنها تحمل في طياتها شيئاً من (التبسيط) والروتين السنوي بحيث لم يختلف احتفال الرياض بعيدها هذا العام عن السنة الماضية فغدت مكررة لا جديد فيها.
وقبل أن أتعمق في حديثي فإنني أود التنويه بأن كلامي هذا يحتمل الخطأ مثلما يحتمل الصواب ولكنه بالتأكيد صدر عن محب صادق ومؤمن بما تقوم به أمانة الرياض من جهود لا يمكن إلغاؤها أو إقصاؤها إلا من واحد أخذ على نفسه عهداً ألا يبتسم في حياته (يوماً) بل ويحتسب تكشيرته (حسنة) وهي غير ذلك.
وطالما تعددت احتفالات الرياض في الأعياد ومواسم الربيع والصيف ونحوها فإنني أرى أن تنبثق عن الأمانة نواة لمثل هذه الاحتفالات وتضم لمظلة التطوير وتشارك بها لجان من الدوائر الحكومية ذات العلاقة وكذلك من مجلس الغرفة التجارية للداعمين والرعاة ونحو ذلك وأن تكون هيئة الصحفيين السعوديين عضواً فيها لدعم المهرجانات إعلامياً.
هذه النواة يكون لها هيكل إداري مستقل لدراسة التقرير النهائي عن المهرجان السابق ودراسة تقارير ومقترحات للمهرجانات القادمة منذ وقت طويل كي لا نقع في مشكلتنا الدائمة (العمل في اللحظات الأخيرة).
ثم إن هناك من يحاولون تثبيط العزيمة وكسر الشوك في أيدينا بأن ما يحدث ملهيات لا طائل من ورائها وأن نقبع في بيوتنا لنحتسبها وهؤلاء في رأيي قلة لو أطعناهم لسكنا الكهوف.
أحلم وتحلمون معي برياض لا ينافسها أحد تعمل وفق معطيات العصر وتهب نفسها لأبنائها وساكنيها حديقة توسطت الصحراء.
إنني أحلم باحترافية في عملنا ونلغي المجاملة والعمل بأثر رجعي جعلنا نراوح مكاننا.. أحلم بقفزات تجعل من أكبر عواصم العالم اتساعاً أنموذجاً يشار له ببنان الإعجاب وتستقبل صدور القادم لها فقد سئمت الرياض (بنظري) من التحديق في ظهور المسافرين.
أعلم كما تعلمون أن هذه كلها خدمات تقدمها الأمانة لسكان الرياض وزائرها مجاناً وبجهود خاصة وجماعية، ولكن هذا لا يمنع أن تتحول هذه الرغبة إلى (احترافية) تعطي العمل رونقاً جديداً.
ولنأخذ المسرحيات كمثال على ما أتحدث حوله فقد نجحت في الأعوام الماضية مسرحيتان أو ثلاث من بين مجموعة كبيرة منها سواء ما يخاطب الكبار رجالاً ونساء أو من خلال مسرحيات الأطفال، وحيث إن هذه المسرحيات تبدأ بروفاتها في العشر الأواخر من رمضان فإن عامل الوقت يخذل دوماً فريق العمل حيث يبدأ العرض ولم يكتمل شيء، بل إن هندسة الصوت والإضاءة والديكور تحتاج وقتاً طويلاً للتجهيز فما بالكم بتمارين العرض سواء من ناحية الحركة أو الصوت ونحوها.
لنعود للدائرة الكبيرة في المهرجان حيث لم تعد الرقصات الشعبية والألعاب النارية هاجساً عند الكثير من الناس بل إن هناك أفكاراً ورؤى وعقبات أرى أنه يجب علينا (جميعاً) تجاوزها لتصبح الرياض كما هي روضة في أعيادها وحضناً دافئاً لأبنائها.
ثم إنني أرى أنه لا غضاضة في الاستعانة بمن سبقونا في التنظيم بما يناسب منطقتنا كي يتحقق حلم راودني منذ زمن وهو أن يتحدث أشقاؤنا في الخليج والعرب بمهرجان عيد في الرياض سيكون ضمن خطة ترفيههم بدلاً من الهجرة (الترفيهية) العكسية.