تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تحتضن مكة المكرمة مهبط الوحي ومهد الرسالة - بمشيئة الله تعالى -، وللعام الثلاثين على التوالي منافسات الدورة الثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد اليوم الاثنين الثالث عشر من شهر شوال 1429هـ الموافق 13 أكتوبر 2008م.
ويشارك في هذه الدورة (164) متسابقا من مختلف الدول العربية والإسلامية، والهيئات والمراكز، والجمعيات، والمؤسسات الإسلامية المنتشرة في بلدان الأقليات.
وقد حظيت المسابقة منذ دورتها الأولى باهتمام مستمر، وعناية دائمة من قبل ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الذي انطلقت في عهده بداية المسابقة، ثم في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وتواصل هذا الاهتمام في هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله -.
وقد لقيت المسابقة على مدار سنواتها الماضية صدى واسعا، واهتماما كبيرا من قبل الدول والشعوب العربية والإسلامية، والمؤسسات، والهيئات الإسلامية في مختلف الأرجاء، حيث حرصت جميعها على المشاركة في هذه المسابقة من خلال تنظيم المسابقات الدورية، والمحلية بهدف تهيئة أبنائها للمشاركة في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، ونيل شرف التنافس فيها، حيث تقام في أطهر بقاع الله في مكة المكرمة وبجوار بيته الحرام.
وتهدف المسابقة - التي تستمر إلى اليوم التاسع عشر من شوال الجاري - إلى الاهتمام بكتاب الله الكريم، والعناية بحفظه وتجويده وتفسيره، وتشجيع أبناء المسلمين من شباب وناشئة على الإقبال على كتاب الله حفظا وعناية وتدبرا، وربط الأمة بكتاب ربها الذي هو سبب عزها في الدنيا، وسعادتها في الآخرة.
وحرصا من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ المشرف العام على المسابقات القرآنية لإخراج المسابقة بالمظهر اللائق والملائم بها وبمكانتها المرموقة، وجه معاليه بتشكيل عدد من اللجان تتولى الإعداد والترتيب والتجهيز لإقامة المسابقة، وهي اللجنة التحضيرية، واللجنة التنفيذية، ولجنة العلاقات العامة والإعلام. ولجنة الأمانة العامة للمسابقة، واللجنة المالية، ولجنة شؤون التحكيم، واللجنة الثقافية.
وتتكون المسابقة من خمسة فروع هي:
الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد وتفسير معاني مفردات القرآن الكريم كاملا.
الفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملا مع التلاوة والتجويد.
الفرع الثالث: حفظ عشرين جزءا متتالية مع التلاوة والتجويد.
الفرع الرابع: حفظ عشرة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد.
الفرع الخامس: حفظ خمسة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد (خاص بمرشحي الجمعيات بالدول غير الإسلامية).
ورصدت الوزارة جوائز مالية كبرى للفائزين الخمسة الأوائل من كل فرع توزع عليهم في الحفل الختامي للمسابقة بلغت قيمتها الإجمالية (888) ألف ريال، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول في الفرع الأول من المسابقة على جائزة قدرها (75000) ريال، ويحصل الفائز الثاني في نفس الفرع على (72000) ريال، ويحصل الفائز الثالث على (69000) ريال، ويحصل الفائز الرابع على (66000) ريال، الفائز الخامس يحصل على (63000) ريال.
وبالنسبة للفائزين في الفرع الثاني: يحصل الفائز الأول على (55000) ريال، والثاني على (52000) ريال، والثالث على (49000) ريال، والرابع على (46000) ريال، والخامس على (43000) ريال، وفي الفرع الثالث: يحصل الفائز الأول على (40000) ريال، والثاني على (37000) ريال، والثالث على (34000) ريال، والرابع على (31000) ريال، والخامس على (28000) ريال، وفي الفرع الرابع: يحصل الفائز الأول على (25000) ريال، والثاني على (22000) ريال، والثالث على (19000) ريال، والرابع على (16000) ريال، والخامس على (13000) ريال، أما في الفرع الخامس: فيحصل الفائز الأول على (10000) ريال، والثاني على (8000) ريال، والثالث على (6000) ريال، والرابع على (5000) ريال، والخامس على (4000) ريال.
وقد أعدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد برنامجا ثقافيا مكثفا مصاحبا لفعاليات المسابقة يتضمن لقاء بأحد أعضاء هيئة كبار العلماء، وكذا أحد أئمة الحرم المكي، وتنظيم عدد من الزيارات لعدد من المؤسسات الإسلامية، والتعليمية، والثقافية، مثل: مصنع كسوة الكعبة المشرفة، ومتحف الحرمين الشريفين، ومركز الدعوة والإرشاد بمكة المكرمة، ونادي مكة الثقافي الأدبي، وجولات استطلاعية لمناطق المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، وجهود المملكة في إعمار مكة المكرمة، ومنطقة المشاعر المقدسة، إلى جانب تعريف المتسابقين بموقع الوزارة، والمواقع الإسلامية على الإنترنت، كما يتضمن البرنامج القيام بزيارة المدينة المنورة، والقيام بجولة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومسجد قباء، والجامعة الإسلامية.
ففي يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر شوال تنظم الوزارة للمتسابقين زيارة نادي مكة الثقافي الأدبي بعد صلاة العشاء، ثم في يوم الأربعاء الخامس عشر منه الالتقاء بأحد أئمة المسجد الحرام، وفي يوم الخميس السادس عشر منه، تعريف المتسابقين بموقع الوزارة، والمواقع الإسلامية على الإنترنت، أما في يوم الجمعة السابع عشر منه، فسيكون يوما مفتوحا للقيام بجولة استطلاعية للاطلاع على جهود الدولة في إعمار مكة المكرمة ومنطقة المشاعر، وفي يوم السبت الثامن عشر منه يلتقي المتسابقون بعد صلاة المغرب مع أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، وفي صباح اليوم الذي يليه الأحد التاسع عشر زيارة مصنع كسوة الكعبة المشرفة، متحف الحرمين الشريفين.
أما في يوم الاثنين العشرين منه التوجه إلى المدينة المنورة، وفي اليوم الذي يليه الثلاثاء الحادي والعشرين منه زيارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ثم زيارة مسجد قباء، فزيارة الجامعة الإسلامية والالتقاء بمسؤولي الجامعة.
الجدير بالذكر أنه قد شارك في المسابقة على مدار دوراتها الـ(29) الماضية (4600) متسابق، فاز منهم (682) متسابقا، منذ بداية دورتها الأولى في عام 1399هـ حتى العام الماضي 1428هـ.