الباحة - الجزيرة
أكد معالي مدير جامعة الباحة الدكتور سعد بن محمد الحريقي الدور المميز للمملكة العربية السعودية في نشر الدعوة الإسلامية، وحفظ القرآن الكريم وتعليمه بهذه الأرض التي هي مهبط الوحي الأمين وبلد الحرمين الشريفين، ومنطلق الفتح الإسلامي الأكبر.. وقد شهدت هذه البلاد منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز بن سعود - يرحمه الله - نهضة ثقافية وتعليمية كبرى، كان أساسها ومنطلقها تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه لأبناء هذه البلاد، ولأبناء المسلمين، وإعداد الدعاة والعلماء الذين يسهمون في نشر الإسلام، والذود عنه ضد أعداء الحق والصلاح.
وقال في تصريح له بمناسبة منافسات الدورة الثلاثين لمسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تنطلق يوم الاثنين الثالث عشر من شهر شوال الجاري: إن القرآن الكريم هو كتاب الله، أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين، دستوراً للأمة الإسلامية، ومنهجاً قويماً للبشرية جمعاء، فضلاً عن أنه كتاب الهداية والإرشاد والتوجيه، من أجل إصلاح البشر جميعاً في الدنيا والآخرة، وحفظ القرآن يكون بتعليمه وتعليم أحكامه وتفسيره للمسلمين، مشدداً على أن من واجب الأمة العناية بتحفيظ أبناء المسلمين القرآن الكريم؛ فحفظه في القلوب أشرف من حفظه في المصاحف، وقد نصح سلفنا الصالح بالبدء بتحفيظ الولد القرآن الكريم منذ الصغر ليتعلم اللغة العربية الأصيلة، وترسخ في نفسه معالم الإيمان، وأوصوا بتعليم الطفل إلى جانب القرآن الكريم الأحاديث والأخبار، وقصص الأبرار، ثم بعض الأحكام الدينية.
واستطرد قائلاً: ومن أجل ذلك كله أدرك ولاة الأمر في هذه البلاد الحبيبة أهمية تحفيظ القرآن وتعليمه للأمة ولأبنائها، فكان القرآن الكريم موضع العناية الكبرى في السياسة التعليمية للمملكة العربية السعودية، وذلك أن المملكة دولة إسلامية أساس الحكم فيها القرآن الكريم وسنة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، كما خصصت جوائز سنوية لحفظته ودارسيه من بينها مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي يشارك في منافساتها أبناء المسلمين إدراكاً من المملكة لدورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أصقاع المعمورة، وما من شك أن هذه المسابقة المباركة تؤدي رسالتها على الوجه الأكمل.
وأكد معاليه (في هذا الصدد) أهمية التشجيع على حفظ القرآن الكريم ودراسة علومه لكل مسلم ومسلمة يعيش على أرض هذه البلاد وفي جميع البلاد الإسلامية، والنصيحة لكتاب الله تعالى بصيانته ورعايته وحفظه وتعهد علومه تحقيقاً لمقاصد المسابقة، وتربية النشء تربية إسلامية تهدف إلى رعاية نموه خلقياً وفكرياً واجتماعياً في ضوء العقيدة الإسلامية، وتعهد تنشئته ومساعدته في تكوين شخصيته.
ودعا الدكتور سعد الحريقي - في نهاية تصريحه - إلى تزويد الناشئ بما يحتاج إليه من العلوم والآداب والفنون والتدريبات العملية حتى يكون أفراد الجيل مواطنين صالحين مؤمنين بالله، مدركين لواجباتهم وحقوقهم معتزين بإسلامهم، وإعداد الطالب للحياة العامة، وإكسابه المهارات العلمية وإعداده للدراسة في المراحل التعليمية المختلفة.