الرياض - معن الغضية - واس:
أوضح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي اقترح إنشاءه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أنه لدى هيئة الأمم المتحدة وهي التي تقرر متى ينشأ، معرباً عن أمله في أن يتحقق وأن يكون بالمستوى الذي يحقق أهدافه.
وحيال أهمية تلاحم الأجهزة العربية الأمنية قال سموه في تصريح صحفي بعد افتتاح أعمال المؤتمر العربي الثاني لرؤساء النيابات العامة وهيئات التحقيق: (هذا هو التوجه لدى وزراء الداخلية وأجهزة الأمن، وهو أن تلتحم بأجهزة العدالة في هيئات التحقيق والادعاء والنيابات العامة والقضاء، ونحن نريد أن نصل ونحصل على أحكام عادلة، ولكنها رادعة بنفس الوقت؛ لذلك هذا موجود ويجب أن يتحقق أكثر، ومع بدء هذا المؤتمر - إن شاء الله -، وهو المؤتمر الثاني، سيحقق الكثير في هذا المجال).
وأبان سموه أنه سيتم قريباً - إن شاء الله - محاكمة الإرهابيين داخل المملكة، مؤكداً سموه اختيار رئيس للمحكمة بحسب تأكيد معالي وزير العدل.
وأفاد سمو وزير الداخلية بأن الادعاء العام هو من يتولى الادعاء عن أجهزة الدولة في القضايا الإرهابية، مؤكداً أن تهديد تنظيم القاعدة لأمن البلاد لا يزال قائماً.
وكان سمو وزير الداخلية قد رعى مساء أمس حفل افتتاح أعمال المؤتمر العربي الثاني لرؤساء النيابات العامة (النواب العموم والمدعين العامين) ورؤساء هيئات التحقيق والادعاء العام والوكلاء العامين الذي يستمر ثلاثة أيام في فندق الإنتركونتيننتال بالرياض.
وكان في استقبال سموه بمقر الحفل معالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام الشيخ محمد بن فهد آل عبدالله ونواب الرئيس وكبار مسؤولي الهيئة، ورؤساء الوفود العربية المشاركون في المؤتمر.
كلمة رئيس هيئة التحقيق
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى معالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام كلمة قدم في مستهلها الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على دعمه ورعايته حفل افتتاح المؤتمر، وما خص به سموه الجميع من تكريم، منوهاً بحرص سموه في كل ما من شأنه دعم العمل العربي في مجال تحقيق العدالة الجنائية إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين لمؤازرة كل جهد وعمل يحقق المصالح العربية ويزيد من مساحات التعاون والالتقاء بين الأشقاء.
وأكد أن ما يشهده العالم اليوم من زيادة حجم الإجرام وتنوع أشكاله في ظل العولمة وثورة المعلومات والاتصالات يستوجب تبادل الخبرات ومواصلة تطوير آليات التعاون بين الأجهزة في كافة المجالات وتحديث وسائل العمل وإدخال المكننة والتقنيات الحديثة في مجالات العمل.
ورأى أن مواجهة كافة أنماط الجرائم تتطلب من الجميع اتخاذ مواقف حازمة للتصدي لها، وسد الثغرات التي تسمح للجريمة بالتطور والانتشار لتسيير العدالة الجنائية على نحو يراعي كافة الحقوق والضمانات تأكيداً على حرص الأجهزة المختصة بالتحقيق والادعاء العام في الدول العربية لكل ما من شأنه تحقيق الأمن وحفظ وصيانة الحقوق.
كلمة الأمين المساعد لجامعة الدول العربية
عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية السفير عبدالرحمن الصلح كلمة نقل فيها تحيات وتقدير معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ عمرو موسى للمشاركين في المؤتمر الذي أكد أنه سيسهم - بإذن الله - بكل طاقاته في دعم أطر التعاون العربي.
ونوه الصلح بالجهد الكبير والعطاء المتواصل الذي بذلته وتبذله هيئة التحقيق والادعاء العام في المملكة بدعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في وضع أسس سليمة وصالحة تهيئ للأجيال الصاعدة سبيلاً مستقيماً وقواعد حقوقية راسخة تشقُ طريقها إلى الأمام من أجل إرساء نظام القانون والمؤسسات.
وعدَّ استفادة أي دولة عربية من تجارب الدول الشقيقة في مجال الأمن ومكافحة الجريمة ضرورة يمليها الواقع العربي وتحتمها الأخوة والمصالح المشتركة ولا سيما أن الوطن العربي يتعرض اليوم إلى أخطر أنواع التحديات التي تهدد وجوده وتسعى إلى تمزيقه وتفتيته.
كلمة المكرمين
عقب ذلك ألقيت كلمة المكرمين من القيادات السابقة لهيئات التحقيق والادعاء العام والنيابات العامة ألقاها نيابة عنهم النائب العام الأسبق في جمهورية مصر العربية محمد بن عبدالعزيز الجندي أعرب فيها عن الشكر والامتنان للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - على كريم استضافته لهذا المؤتمر العربي المهم وللشخصيات المكرمة خلاله، داعيا الله - عز وجل - أن يديم على المملكة نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار.
وأشار إلى أن سبل حسن سير العمل في النيابة العامة وهيئة التحقيق والادعاء العام تكتمل بمراعاة الدقة البالغة في انتقاء من يتم تعيينهم للعمل كأعضاء جدد للنيابة العامة وهيئات التحقيق وذلك وفقاً لمعيارين رئيسيين هما الأهلية والصلاحية لولاية القضاء، وأن تبذل العناية الكافية لتأهيلهم بمجرد تعيينهم من خلال دورات تدريبية تأهيلية للتعرف على نظم العمل في تلك الهيئات ودورات أخرى تنشيطية على مدار سنوات عملهم.
كلمة الأمير نايف
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الكلمة التالية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب السماحة، والفضيلة، والمعالي..
سعادة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية..
أصحاب السعادة رؤساء وأعضاء وفود الدول العربية الشقيقة..
أيها الإخوة الحضور..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكم في هذا المساء الكريم، كما يطيب لي الترحيب بالإخوة رؤساء وأعضاء وفود الدول العربية المشاركة في مؤتمركم العربي الثاني لرؤساء النيابات العامة.. ونواب العموم.. والمدعين العامين.. ورؤساء هيئة التحقيق والادعاء العام.. والوكلاء العامين.
أيها الإخوة..
إنه ليسعد المملكة العربية السعودية استضافة هذا اللقاء العربي المهم في غاياته وأبعاده كما يسعدها نجاح أعماله وبلوغ أهدافه - بإذن الله تعالى -؛ انطلاقاً من اهتمام وحرص سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رعاهما الله - على تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك لما فيه أمن واستقرار دولنا وشعوبنا العربية والمجتمع الإنساني كافة.
أيها الإخوة..
إننا نتطلع لأن يسهم هذا اللقاء المبارك في تفعيل آليات التعاون المشترك بين أجهزة التحقيق والادعاء العام في دولنا العربية وتبادل الخبرات المتاحة في ظل ما يحيط بواقعنا العربي من متغيرات وتحديات تسارعت معها وتيرة الأنشطة الإجرامية الوافدة متمثلة في الإرهاب والعنف والتطرف والجريمة المنظمة واستخدام التقدم التقني في جرائم أصبحت تفوق في حجمها وخسائرها الجرائم التقليدية؛ مما يتطلب أن يكون لدى أجهزة التحقيق والادعاء العام في دولنا قدرات مماثلة للتعامل مع هذه الجرائم واحتواء السلوك الإجرامي وتقديم مرتكبيه للعدالة من خلال إجراءات نظامية نزيهة تقود إلى محاكمة عادلة تسهم في صلاح المخالف وصيانة حقوق الفرد والأمة وفق ما جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء.
أيها الإخوة..
إن جدول الأعمال حافل بموضوعات مهمة تستدعي الدراسة المتعمقة في إطار مهمات أجهزتكم ودواعي مضاعفة الجهد وتفعيل آليات العمل المشترك لضمان التطور المستمر لمهارات رجال التحقيق والادعاء العام، وأداء مهماتها بكل كفاءة مهنية مختلفة تساندها معرفة علمية رشيدة قادرة على كشف غموض الجريمة والحد من خطرها، وإننا نتطلع لما تسفر عنه اجتماعاتكم - بإذن الله - من نتائج نرجو أن تعزز مجالات التعاون بين أجهزتكم لتكون - بإذن الله تعالى - على كامل الاستعداد للتعامل مع المستجدات الإجرامية وكشف أسبابها ومعرفة دوافعها واتجاهاتها، وأن تكون نتائج مؤتمركم بمستوى أهميته وتطلعات قادة دولنا وشعوبنا العربية، متمنياً للقائكم وافر النصيب من النجاح والتوفيق.
بسم الله وعلى بركة الله تبدأ أعمال مؤتمركم.. هذا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إثر ذلك كرم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أربعة من القيادات السابقة لهيئات التحقيق والادعاء العام والنيابات العامة وهم معالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام السابق الشيخ محمد بن سليمان المهوس والمدعي العام التمييزي السابق بالجمهورية اللبنانية منيف إبراهيم عويدات، والنائب العام الأسبق بجمهورية مصر العربية محمد عبدالعزيز الجندي ووكيل عام ملك المغرب سابقاً في محكمة الاستئناف عبدالله العلوي السليماني.
وفي ختام الحفل تسلم سمو وزير الداخلية هدية تذكارية بهذه المناسبة من معالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام.
بعد ذلك تناول الجميع طعام العشاء على مائدة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز.
حضر الحفل عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي والفضيلة والسعادة.