أجزم يقينا أن الرياضيين المتابعين لدوري المحترفين السعودي قد رأوا في برامج (يوتيب) بالإنترنت أو قرأوا في الصحافة العالمية أو سمعوا وشاهدوا في الفضائيات الرياضية الأوروبية عن حالات مشابهة للهدف الذي سجله اللاعب محمد نور في فريق النصر، ففي الدوري الهولندي والإنجليزي وغيرهما من الدوري الأوربي حدثت حالات مشابهة لهدف نور، فتكون حالة اللاعب المسجل للهدف محرجة بل وسيئة حيث يعتبر أنه استغل حالة إنسانية كإصابة لاعب لتسجيل هدف غير أخلاقي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ثم فور (سنترة) الكرة من الخصم يعمل الفريق كله في إعادة الكرة لمرمى الفريق المستفيد من الهدف غير الأخلاقي ويتركها حارس المرمى تدخل لمرماه ليكن تعادل الأهداف منصفاً لكلا الفريقين وسط جو حضاري رياضي جميل ورائع ينم عن تربية وتعلم وحضارة فكرية وسلوكية عميقة، وهي غير متاحة لمعظم لاعبينا بكل أسف.
فأين موقع لاعبينا ومن ضمنهم نور الذي تعودوا على مقولة (اللي تكسبوه العبوه) فنور لم يكن يظن أن تأخذ المسألة مدى أخلاقيا حقيقيا ومهما وهو ما أفاق عليه نور وبدأ ينكر تعمده بعد أن صرح أن هدفه مشابه لهدف النصر في الوحدة مما يدل على تعمده علما وفي حالة مماثلة في مباراة للأهلي مع الاتحاد استغل لاعب اتحادي نفس الوضع وكاد يسجل هدفا في الأهلي غير أن الله تعالى وفق حارس الأهلي ليتمكن من الإمساك بالكرة قبل أن تلج المرمى كهدف غير أخلاقي، والحقيقة حالات فريق الاتحاد كثيرة فلن ننسى موقف لاعبي الأهلي الإنساني عندما أصيب اللاعب أحمد خريش فخرجت الصحف الاتحادية في اليوم التالي تقول إن دموع لاعبي الأهلي إنما هي دموع تماسيح.
هذا ويجب ألا نلوم نور وحده لأن هذه ثقافته المستمدة من الوسط الرياضي سيئ الصيت، فوسطنا الرياضي بكاملة يتبع ثقافة (الذي تكسب به العب به) وليست حالة نور إلا حالة واحدة من حالات وتجاوزات في وسط رياضي تتضاءل فيه خطيئة نور أمام حالات غير حضارية يتسبب فيها لاعب أو حكم أو جمهور أو قرار للبعد غير الأخلاقي الحقيقي الذي يمارس في كرتنا منذ بدأت وإلى الآن. وأتذكر أن فريقاً إنجليزياً مغموراً قد أوقف حارس مرماه عن تمثيل الفريق حتى يبتعد عن إيذاء لاعبي الخصم رغم عدم تنبه الحكام لما يقوم به من عنف أثناء الضربات الركنية المنفذة تجاه مرماه للاعبي الخصم في أثناء استخلاص الكرة من على رؤوسهم وطالبوه بالعلاج السلوكي الطبي، فكم من لاعب خشن عندنا قد تعمد إصابة لاعبي الفرق الأخرى وتكون إدارة ناديه أول المنافحين عنه، وكم من لاعب خشن ألحق إصابات وإعطاب بلاعبي الفرق الأخرى ومع ذلك يبقى مستمرا حتى يسلط الله عليه لاعبا أخشن منه فينهي حياته الرياضية كما حدث للاعبين الجميع يعرفهم ولا مجال لذكر أسمائهم احتراما لوضعهم الحالي بعد الاعتزال القهري.
لذا فعلى تلفزيوننا في القناة الرياضية والقنوات الفضائية (الشقيقة) التي تستغل السذج من (صحفيي التعصب) استبدال برامجها الهشة بنشر ثقافة القيم الرياضية وعرض مثل تلك الأهداف ومعالجتها في حينها من قبل لاعبي الفريق المستفيد، فكم وسطنا الرياضي في حاجة لنشر ثقافة الروح الرياضية وزرعها في الأجيال من قبل الإعلام والمدارس والأكاديميات.وهناك شيء مهم وهو وجوب تطبيق قانون العقوبات على كل الأندية واللاعبين والإداريين والجمهور بالتساوي والعدل حتى قيل (المساواة في الظلم عدل)، رغم اقتناعنا بحق الأندية في الاستئناف الحضاري ضد أي قرار تعتقد أنها تضررت منه دون وجه حق، كم نحن كإعلام مقروء مقصرين في حق القراء بعدم نشر الوعي الرياضي الحقيقي، وكذلك لجنة الحكام معنية بخلق أعراف وقيم لا تحيد عنها للجنتها وحكامها، فالرياضة متعة وثقافة وسلوك سوي والله من وراء القصد.
نبضات!!
* الأمراء (مع حفظ الألقاب) خالد بن سلطان وخالد بن عبدالله وعبدالله بن مساعد وفيصل بن تركي والسيد عبد المحسن آل الشيخ قدموا وما زالوا يقدمون لأنديتهم الكثير من الجهد والعطاء والمال، دون منّة أو طلب لشهرة أو استعراض لمكانة بل يقدمون كل الدعم المالي والمعنوي والتربوي بمنتهى التواضع ونكران الذات!!
* العفو الذي يمنح للاعبين بعد أن يتم انقضاء نصف المدة أصبح مستهجنا وغير نظامي، فالإعفاء بعد نصف المدة أو ربعها أو ثلثها يتم في العقوبات الطويلة والتي تعد بالأشهر وليس لعقوبات التوقيف لمباراتين أو أربع أو أقل أو أكثر حتى لا تفقد العقوبات هدفها التربوي الذي أوجدت من أجله.. هذه الحالة القائمة الآن لا تستقيم مع ثقافة دوري المحترفين!!
* الزعيم ليس في أفضل حالاته بل في أسوأ حالاته.. فالمدافع البوليفي يجب إعادة النظر في استمراره، وأرى استبداله في فترة التسجيل الثانية بالاستغناء الفوري عنه بعد أن أصبح الدفاع في موضع مقنع ومطمئن بوجود ماجد المرشدي وهوساوي وبروز خيرات فالدفاع على خير ما يرام وإذا كان البديل هو أبو تريكة فنعم الاختيار!!
* أتحفظ على الروماني كوزمين مدرب الهلال، فقد لاحظت في مباراتين مهمة جدا في الموسم الماضي أن تغييراته كانت خاطئة تماماً، إضافة إلى اختياره للاعب السويدي ويلهامسون الذي لا يمكن له اللعب في بلد مثل المملكة تتسم أجواؤها بالحرارة الشديدة معظم فترات العام إضافة إلى ضعف بنيته ووجود لاعبين في الأندية الأخرى لا يتوانون في ممارسة الخشونة معه، المهم أرجو إعادة نظر من إدارة الهلال للمدرب كوزمين فأجزم أنه ليس ذلك المدرب الألمعي على الإطلاق ولا يتناسب وطموح الهلاليين أبدا!!
* مباراة البارحة بين الأهلي والهلال أرجو أنها أقيمت وانتهت في أجواء رياضية حضارية حقيقية، أتمنى أن تكون النتيجة للفريق الذي سينافس بقية الفرق على بطولة الدوري!!
* قرار اللجنة التنظيمية لكرة القدم بدول مجلس التعاون بلعب المتصدر الأهلي على ملعب فريق المركز الثاني النصر في مباراة الذهاب في أرض فريق المركز الثاني النصر إنما تبرز مدى النفوذ النصراوي وحرصه على كسب التأهل على حساب النادي النموذجي الأهلي واسأل الله أن يعطي كل على قدر نيته!!
* ألقاكم الأسبوع القادم بإذن الله!!