دخلت المعلمات في حركة نقل متكافئة تحمل الشفافية والوضوح بعد أن كانت غامضة معتمة تحمل المفاجآت غير السارة.
فحين صدرت الحركة الأخيرة في منطقة الرياض هذا العام لم تثر الزوبعة السنوية -كالعادة- وتوقفت المعلمات عن اللوم والتذمر السنوي، بل ولم يدخلن في ذممهن شكاً في وزارة التربية والتعليم التي اعتاد مسؤولوها تمرير الواسطات والوريقات والتوصيات تبعاً للمجاملات، لدرجة اقتران فعلهم هذا بالمرونة وسهولة التعامل الذي ارتبط في أذهان الناس حتى تحوّل لانطباع عام.
ولقد ترسخ مفهوم التعقيد والبيروقراطية في الإدارات النسائية، وتراكم على مدى أكثر من خمسة وأربعين عاماً وأصبح سائداً عند المجتمع الذي يرى أن إدارة الرجال تحفها البركة وتسهيل الأمور، مما جعل الموظفة أثناء تلك السنوات تستمد قوتها وتثبت جدارتها، وقد تعتدي على حقوق غيرها من خلال قوة أحد معارفها كونه الظهر الذي تستند عليه، أو يسندها! وهي لا تدرك أو تتجاهل أنها هي التي تسنده براتبها المبذول له!
أما الآن فإننا أمام مفهوم جديد للإدارة تقوده مديرة شؤون المعلمات في تعليم البنات بالرياض الأستاذة مها الحقيل التي غيرت المفاهيم السابقة وأقرت العدالة في النقل بشروط محددة أساسها الاحتياج الفعلي ومفرداتها أقدمية التعيين والانضباط في العمل بعدم الغياب، وأبقت تقدير الأداء الوظيفي كآخر شرط للمفاضلة لعلمها بعبث بعض مديرات المدارس! وتلك الشروط هي الفيصل في النقل، ويمتنع ما سواها من وجاهات للنقل لمدارس معينة ومرغوبة لدى الفئات المخملية، رغم أن تلك المدارس تعاني من الانتفاخ في أعداد المعلمات لحد الانفجار بسبب فساد إداري سابق لم يراعِ الحاجة الفعلية بقدر تقديم المصلحة الشخصية!!
والإصلاح الحالي تحدٍ إداري شجاع راهنت عليه مديرة شؤون المعلمات ونجحت في تحقيقه بل وتفوقت مع مرتبة المواطنة الحقيقية، حين قادت فريقاً منظماً يستقبل طلبات النقل إلكترونياً ويعطي لجميع المعلمات الفرصة بالتبديل والتغيير تبعاً للمعطيات التي تراها كل واحدة ظاهرة أمامها دون تدليس، فتعرف من خلالها مدى إمكانية نقلها من عدمه، كما تجد أكثر من ثلاثين ألف معلمة من يرد على تساؤلاتهن على مدار الساعة. وهو جهد لو تعلمون كبير!
ولئن كان رضا الناس غاية لا تدرك، فإن إدارة شؤون المعلمات قد أدركت بشفافيتها ومصداقيتها ارتياح الناس حتى ولو لم تحقق جميع الرغبات، فلم تفاجأ المعلمات بالنتائج ولم يشعرن بالغبن، حيث إن كل واحدة كانت تعرف وضعها، لاسيما نظام الشرائح الذي أتاح للإدارة تحقيق رغبة الأقرب وليس بالضرورة الأفضل.
فتحية لفريق العمل بقيادة الأستاذة مها التي تنظر للوظيفة على أنها أمانة وخدمة للوطن، وليست لقاءات واجتماعات فحسب! يشهد بذلك مكتبها المتسم بالبساطة حيث لا تفرقه كثيرا عن مكتب أدنى إدارية سوى أنه يعج بالنشاط وتتضوع منه رائحة الوطنية!
فاصلة:
كاتبة هذه السطور ليست معلمة ولم تستفد من النقل أو تتضرر شخصياً!!
rogaia143@hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض 11342