لم يعد الإرهاب مقتصراً على التفجير وزهق الأرواح وتدمير المباني ونسف المنشآت، فهناك إرهاب فكري يمارس عبر وسائل الإعلام وعبر مواقع الإنترنت والنشر الإلكتروني، إذ إن الإرهاب عبر هذه الوسائل قد تمدد وزادت مساحته، وإذا كان التفجير والقتل يغتال النفس البشرية ويزهق الأرواح فإن الإرهاب الإلكتروني والإعلامي يجرد الناس من دينهم وفكرهم، ويفتي بإباحة دمائهم، فيحرض الإرهابيون على القتل ويزودهم بالمبرر المخادع ليزين لهم أفعالهم الشاذة.

والإرهاب الفكري لا يتوقف على التحرض على القتل ونشر الفتنة والترويج للأفكار الهدامة، إذ توسعت الممارسات الإرهابية الفكرية وشملت فيما شملت اغتيال الكلمة واجهاض حرية الرأي والاعتقاد، فقد أدت الفتاوى التحريضية وتكفير الكتاب والمفكرين إلى ازهاق وقتل البعض منهم، وتوسع الإرهابيون الفكريون إلى أبعد من ذلك بعد تحولهم إلى اغتيال وتدمير وسائل الإعلام الإلكترونية وتعطيلها عن أداء دورها في نشر المعرفة وزيادة مساحات التنوير.

ولقد شهدت الأيام الأخيرة موجة اغتيالات لمواقع الإنترنت، يقوم بها عدد من قراصنة المعلومات (الهاكرز) وكالعادة تفوق الأشرار والإرهابيون الذين أعدوا لهذا الغرض حيث يلاحظ نجاح (قراصنة المعلومات) في تدمير المواقع الأكثر فائدة للناس والتي تخدم جميع الأجناس دون النظر إلى انتماءاتهم المذهبية والطائفية، وقد وصل الأمر بهؤلاء الإرهابيين إلى تهديد أصحاب المواقع، والتبجح بإعلان مسؤوليتهم عن اغتيال الكلمة الشريفة بترك رسائل على المواقع المدمرة بعد اختراقها تؤكد مسؤوليتهم عن هذا العمل الإرهابي المشين.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244