المدينة المنورة - مروان عمر قصاص
تُعَدُّ الزيارة الكريمة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمدينة المنورة هي الثالثة منذ توليه مهام الحكم، وقد كانت زيارته الأخيرة عام 1427هـ زيارة مهمة ومفصلية في التاريخ الحديث لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يرى ذلك العديد من أعيان المدينة المنورة وكبار الشخصيات بالمنطقة ويؤكد هذا الرأي العديد من المتابعين للشأن الداخلي في المملكة الذين يرصدون حركة التطور والنمو التي تشهدها مناطق المملكة في هذا العهد الزاهر الميمون الذي يرونه حافلاً بالعديد من المؤشرات الإيجابية انطلاقاً من تأكيدات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه مهام الحكم في البلاد، حيث أكد غير مرة عنايته الفائقة بالشأن المحلي وبناء الإنسان السعودي، وهو ما نلمسه في العديد من القرارات التي يعتمدها -رعاه الله.
فقد شهدت المدينة المنورة خلال تلك الزيارة تشرف الملك عبدالله -رعاه الله- بوضع حجر الأساس لمشروع استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف والذي وجه به في أول زيارة للمدينة المنورة وتبلغ تكاليفه الإجمالية أربعة آلاف وسبعمائة مليون ريال. ويتضمن المشروع الذي يجري العمل به حالياً توسعة الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف بمساحة إضافية تقدر بحوالي (35) ألف متر مربع تستوعب أكثر من (70) ألف مصلى، ووضع مظلات لحماية الساحات من وهج الشمس ومياه الأمطار وما ينتج عنها من ضرر على الحجاج والعمار. وقد تم تنفيذ العديد من المظلات ضمن هذا المشروع والتي سيقف عليها الملك المفدى خلال زيارته للحرم النبوي الشريف.
كما دشن -رعاه الله- وأسس لمشروعات بأكثر من ثلاثة مليارات، حيث افتتح مبني الإمارة الجديد الذي يعد معلماً حضارياً في المدينة ويقع على مساحة (35.000م2).
كما أعلن -رعاه الله- خلال كلمته في حفل الأهالي الذي أقيم احتفاء بمقدمه الميمون عن توجيهه الكريم بتحويل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز ليصبح مطاراً دولياً، وهو ما أصبح نقطة تحول مهمة، كما أعلن -حفظه الله- بإنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة بدعم ومشاركة من مؤسسة الملك عبدالله لوالديه والتي ستساهم في إنشاء كيان اقتصادي بحجم استثمارات تبلغ خمسة وعشرين مليار ريال وستوفر أكثر من عشرين ألف وظيفة لتستوعب مائتي ألف نسمة. وتهدف هذه المدينة إلى إقامة منظومة متكاملة تعني بالصناعة القائمة على المعرفة.
كما وضع الملك عبدالله حجر الأساس لإنشاء مستشفى الحرس الوطني بالمدينة المنورة بسعة (200) سرير وبتكلفة (200) مليون ريال لخدمة منسوبي الحرس الوطني وأسرهم وأهالي المدينة، وهو ما أسعد منسوبي الحرس الوطني وأهالي منطقة المدينة المنورة.
كما أسس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته الميمونة للمدينة المنورة للمرحلة الثانية من المدينة الجامعية لجامعة طيبة وافتتاح المرحلة الأولي من المدينة الجامعية، وتشتمل المرحلة الثانية لجامعة طيبة ثماني كليات وسوف تستوعب بمشيئة الله عشرة آلاف طالب وطالبة إلى جانب معهد الأئمة الخطباء. وقد بلغت تكلفة هذه المشروعات أكثر من (1000) مليون ريال.
كما قام الملك المفدى بافتتاح مستشفى النساء والولادة الجديد بالمدينة المنورة بسعة (500) سرير ووضع حجر الأساس لمشروع مدينة الملك عبدالله الطبية التي تشمل على مستشفى تخصصي بسعة (500) سرير ومستشفى للصحة النفسية ومركز السكر وكلية للبنات ومستشفي معالجة الإدمان. وهذه المدينة هي سادس مدينة طبية بالمملكة بلغت تكاليفها سبعة مليارات ريال.
كما وضع الملك عبدالله حجر الأساس لمشروع الراشد ميغا مول المدينة المنورة الذي تم افتتاحه مؤخراً. ويعد هذا السوق واحداً من أكبر المراكز التجارية التي افتتحت في منطقة المدينة المنورة حيث يقام على مساحة تزيد عن (140.000) ألف متر مربع وتبلغ تكاليفه الاستثمارية أكثر من 300 مليون ريال حيث يضم أكثر من 400 معرض تجاري، وهايبر ماركت، إضافة إلى مركز ترفيهي متكامل، وصالة تزلج على الجليد وصالة مطاعم تتسع لأكثر من 1500 ضيف. هذا بالإضافة إلى الممرات المائية المتميزة. ولحرصنا واهتمامنا بزوار الحرم النبوي الشريف تم تزويد المجمع بشقق فندقية فاخرة.
ومن جانب آخر تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوضع حجر الأساس لمشروع الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بمنطقة المدينة المنورة بتكلفة تزيد عن (700) مليون ريال. وسوف تساهم هذه المشروعات بزيادة السعة الاستيعابية للمؤسسة بمنطقة المدينة المنورة.
هذا وقد سجل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية في سجلات الشؤون الصحية بالحرس الوطني، وهذا نصها (الحمد لله وحده والصلاة على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. في هذا اليوم المبارك.. الأحد الموافق 22 من جمادى الأولى عام 1427هـ يسرني أن أضع حجر الأساس لمستشفى الحرس الوطني بالمدينة المنورة والذي له بالغ الأثر في نفسي حيث يهدف إلى خدمة ورعاية إخواننا وأبنائنا منسوبي الحرس الوطني والمواطنين بهذه المنطقة من بلادنا العزيزة وإننا نضع حجر الأساس لهذا المستشفى نسأل الله العلي القدير أن يجعله من مشروعات الخير التي وضع أسسها موحد الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.. وإننا نثمن الجهود التي عملت وستعمل إن شاء الله لتشغيل هذا المشروع الطبي وأتمنى التوفيق والسداد للجميع).