Al Jazirah NewsPaper Tuesday  14/10/2008 G Issue 13165
الثلاثاء 15 شوال 1429   العدد  13165
لما هو آت
مَنْ ينقض وتد الخيمة...؟
خيرية إبراهيم السقاف

قبل أيام تناولت هنا تحت عنوان (فخ الانطباعية) حال النقد على وجه العموم لا التخصيص للمنتج الإبداعي الذي ضرب خيمته في فضاء بحر يعج بالكثير من الأمواج وتتناوبه موجات مد وجزر... وصخب وسكون...

حيث لا ينبئ الكثير من المنجز النقدي باطمئنان كبير لمصداقية... إذ يكفي أن تسأل بعضهم عن مجمل ما أنتج مبدع ما ممن زجه داخل خيمته وخلطه بعناصر مكنوناتها فيكون جوابه: لم أقرأ له إلا ما كتبت عنه!! ضاربا بعرض الحائط بِنْيَة الكاتب ولَبِنَاتِه ومراحله ومتغيراته... تلك التي هي البوصلة الأمينة لعرضها على مقياسه إن كان له مقياس يتجرد به عن وخز صدره ميلا أو نفوراً... تأثراً أو تأثيراً...,

ومنذ عقدين من تأريخنا الآن بعد صدور كتاب في (ميزان الحداثة) للمرة الأولى وكاتبه قد خبط فيه في ليل متعثراً بتكفير كل من تمت قراءته له من الجانب الانطباعي ذاته..., كتبت موضوعا بعنوان (دورك في الطابور) نشر في الصفحة الأخيرة من مجلة اليمامة ثم تضمنه كتابي (مأزق في المعادلة) ألمحت فيه إلى الحاجة إلى التثبت حين التصنيف، لأن الكتابة عن الآخر توثيق يدرأ براءة النية الشفهية فمن سيذيب جليدا متراكما بعد حين؟

وكثيراً ما نقف على دراسات وبحوث وتحديدا عندما تكون حول شخوص وفيها من عدم الدقة والأحكام الجاهزة والأخذ من أفواه المعارف والاعتماد على آراء المقربين..., وهو منهج يميل إلى العشوائية في مصدرية المعلومة غير أن هناك مصادر أكثر أمانة وهي الشخص ذاته حين يكون حيا تدب له قدم على الأرض ومن خلال المدون له منشوراً أو مخطوطا..., ولا بأس من الآراء الوثيقة بصلة أو المتابعة بوعي أو ذات الاحتكاك المباشر كما درجت مواثيق البحث... وأساليبه... فيؤخذ بمنصفها بينما يدقق في غيرها تثبتا من الحقائق وحفظا للأمانة وتحريا للمصداقية... ثم من قبل ومن بعد اتقاء للظلم...

في عدد الأمس الاثنين وفي زاوية الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين صورة أخرى لهذا الزج في خيمة الباحث أو الناقد أو الدارس..... ولئن يتحمل الناقد المنفرد مباشرة ما في خيمته... إلا أن الدارسين يشاركهم آخرون في هذا المكنون لما في داخلها...,
فمن ينقض أوتدة خيام النقد في طروحاته المختلفة التصنيف والمرجعية والمصادر والوسائل لينشر لشمس الحقائق ما فيها...؟


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد