المدينة المنورة - مروان عمر قصاص
دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بعد عصر أمس مشاريع الربط الكهربائي بين عدد من مناطق المملكة، واطلع -أيده الله- على مشروع محطة التحلية (ينبع - المدينة المنورة) المرحلة الثالثة. ولدى وصول الملك المفدى لقصر سمو أمير منطقة المدينة المنورة مقر الحفل المعد لهذه المناسبة كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وعدد من المسؤولين.
وفور وصوله شاهد خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- خرائط ومجسمات لمشروعات الربط الكهربائي واستمع إلى شرح عنها من معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين ومن الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء علي البراك. إثر ذلك شاهد الملك المفدى مجسمات تشبيهية لمحطة التحلية وخطوط الأنابيب في منطقة المدينة المنورة واستمع إلى شرح عنها من معالي وزير المياه والكهرباء ومن معالي محافظ المؤسسة العامة للمياه فهيد الشريف. واستمع القائمون على هذه المشاريع إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين حيال هذه المشروعات.
كلمة وزير المياه
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مكانه في الحفل ألقى معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين كلمة رحب في بدايتها بخادم الحرمين الشريفين في طيبة الطيبة المدينة المنورة لوضع حجر الأساس لمشاريع الربط الكهربائي بين عدد من مناطق المملكة.
وقال معاليه: (لقد حظي قطاع الكهرباء من لدن مقامكم الكريم وولي عهدكم بأهمية بالغة فبعد اكتمال معظم بنيته الأساسية قامت الدولة -وفقها الله- بإعادة هيكلته ليعمل على أسس تجارية مع العمل على مراجعة وتحديث خططه التشغيلية إضافة إلى استكمال مشروعات الربط الكهربائي الداخلي ومع دول الجوار ومنها الربط الخليجي المتوقع الانتهاء منه بمشيئة الله نهاية هذا العام، كما تولي الوزارة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية اهتماما بالغا حيث اكتملت بفضل الله الخطة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء، كما تستعد لإطلاق حملة تحت رعايتكم - رعاكم الله - وستكون حملة وطنية شاملة مستمرة للتوعية بترشيد استهلاك الكهرباء هدفها تبصير المواطنين والمقيمين بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية ورفع كفاءة استخدامها وسيتم تدشين الحملة بمشيئة الله يوم السبت القادم.. نسأل الله أن ينفع بها). وأضاف معاليه: (تمكنت الشركة السعودية للكهرباء بفضل الله ثم دعم ومؤازرة الدولة من تنفيذ العديد من المشاريع في مجال التوليد والنقل والتوزيع تجاوزت تكاليفها ثمانين مليار ريال وتم إيصال الكهرباء إلى خمسة ملايين وثلاثمائة ألف مشترك كما تنفذ مشاريع مختلفة للتوليد والنقل والتوزيع والأعمال المساندة تتجاوز تكاليفها ثلاثة وتسعين مليار ريال وقد بلغت حتى الآن أطوال شبكات النقل على الجهد الفائق اثني عشر ألف كيلومترات دائرية وشبكات الجهد العالي ستة وعشرين ألف كيلومتر دائري كما بلغت أطوال شبكات التوزيع ثلاثمائة وثمانية وثلاثين ألف كيلومتر وبلغت قدرات التوليد خمسة وثلاثين ألف ميغاوات بزيادة تجاوزت ستين في المئة عما كانت عليه عند إنشاء الشركة في عام 1420هـ). وأردف يقول: (تعد مشاريع ربط الشبكات الكهربائية على الجهد الفائق من أساسيات وجود منظومة كهربائية ذات موثوقية يعتمد عليها بعد الله في تزويد المشتركين والمنشآت الصناعية والتجارية بالطاقة الكهربائية ومع النمو المطرد في الأحمال الكهربائية في مناطق المملكة كافة وضعت الشركة السعودية للكهرباء منذ تأسيسها ضمن أولوياتها استكمال تنفيذ خطوط الربط الداخلي بين شبكات مناطق المملكة وقد ساعد ذلك على تنفيذ خطط الربط بين المناطق ويسر إمكانية تبادل الطاقة بينها خلال ساعات الذروة والاستفادة من فارق وقت حصول الذروة أو تغير الفصول بين المناطق مما ينعكس على التقليل من حجم الاستثمارات الرأسمالية في محطات التوليد. فعلى سبيل المثال في هذا الوقت من العام وبسبب اعتدال الجو في مناطق الشرقية والرياض والقصيم وحائل وانخفاض درجات الحرارة فيها يتوفر الآن احتياطي توليد قدره ألفان ميغاوات بينما لا يتوفر هذا الاحتياطي في منطقة مكة المكرمة وخاصة في مدينة جدة لارتفاع الحرارة والرطوبة مما يجعلها معرضة للانقطاعات عند انخفاض التوليد لأي عطل طارئ. ووجود الربط يتيح نقل هذا الفائض عند الحاجة إليه وبذلك تزيد الاعتمادية وتلغى الحاجة إلى زيادة التوليد).
وأوضح معاليه أن وجود شبكة كهربائية مترابطة يتيح تشغيل منظومة الكهرباء تشغيلاً اقتصادياً بالاستخدام الأمثل للوقود وذلك بتشغيل محطات التوليد البخارية ذات الكفاءة العالية على السواحل وتقليل الاعتماد على محطات التوليد الغازية ذات الكفاءة التشغيلية الأقل في المناطق الداخلية من المملكة وأن الربط يؤدي إلى تقليل الاحتياطي في محطات التوليد مما ينعكس بدوره على تقليل تكلفة إنتاج الكيلووات - ساعة. يضاف إلى ذلك كله مايحققه الربط من موثوقية عالية وتلافي انقطاع الخدمة عند تعرض أي من محطات التوليد لخلل فني طارئ.
ومضى معاليه قائلاً: (إنكم ياخادم الحرمين الشريفين تضعون حجر الأساس هذا اليوم لمشروع مهم طالما راود تنفيذه أحلام المخططين والعاملين في قطاع الكهرباء لسنوات طوال وهو ربط شبكات المدينة المنورة التي تمثل حلقة وصل بين شبكات القطاع الغربي ومنطقة القصيم المرتبطة بدورها بالشبكة في القطاعين الشرقي والأوسط الذي سيتيح في مرحلته الأولى نقل طاقة قدرها ألف ميغاوات من شرق المملكة إلى غربها وبالعكس كما تضعون حفظكم الله حجر الأساس لمشروع ربط القطاع الغربي والجنوبي (بين محطة الشقيق في منطقة جازان ومحطة الشعيبة جنوبي مدينة جدة) إضافة إلى مشروع ربط منطقة عسير بمنطقة جازان وجميع هذه الخطوط تعمل على الجهد الفائق ثلاثمائة وثمانين كيلو فولت وقد بلغت تكاليف تنفيذ هذه المشاريع ستة مليارات ريال وباستكمال تنفيذها بقرابة خمسة عشر شهرا من الآن ستكون ثلاثة وتسعين في المائة من قدرات التوليد مترابطة وستكون تغذية خمسة وتسعين في المئة من إجمالي المشتركين عن طريق الشبكات المترابطة.
واستطرد معالي وزير المياه والكهرباء يقول: (أما عن تحلية المياه المالحة في منطقة المدينة المنورة فقد أنشأت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مشروع المرحلة الأولى لمحطة تحلية ينبع ونظام نقل المياه للمدينة المنورة وينبع وكان هذا المشروع من أوائل مشاريع المؤسسة أعقبه تنفيذ المرحلة الثانية وطاقتها مئتان وسبع وعشرون ألف متر مكعب ونظام نقل المياه المحلاة إلى المدينة المنورة وينبع وبدر والرايس والمليليح).
وقال معاليه: (كما صدرت موافقتكم الكريمة حفظكم الله على إدراج مشروع المرحلة الثالثة من محطة تحلية مياه البحر بمحافظة ينبع ضمن المشاريع التي ستنفذ بمشاركة القطاع الخاص بطاقة إنتاجية قدرها أربعمائة ألف متر مكعب يوميا أي مايعادل ثمانية وثمانين مليون جالون يوميا وبقدرة كهربائية ألف وستمائة ميغاوات وذلك لتعزيز تغطية احتياجات منطقة المدينة المنورة من المياه المحلاة حتى عام ألف وأربعمائة وخمسين هجرية.. ويتوقع تشغيل المحطة خلال الربع الأول من عام 1433هـ.
وصدرت كذلك موافقتكم الكريمة على البرنامج التنفيذي لتخصيص المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الذي يتضمن إنشاء مشروع المرحلة الثالثة من محطة تحلية مياه البحر بمحافظة ينبع بمشاركة القطاع الخاص مع محطات ينبع القائمة الحالية - المرحلة الأولى والثانية ومحطة التناضح العكسي - .. أما نظام نقل المياه (ينبع - المدينة المنورة) المرحلة الثالثة فيتكون من خطوط أنابيب لإيصال مياه التحلية من ينبع إلى كل من ينبع والمدينة المنورة وهي عبارة عن خط أنابيب حديدي قطره (64 - 68 بوصة وطوله 250 كيلومترا).
إثر ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين أيده الله والحضور عرضاً مرئياً عن مشروعات المياه المحلاة وعرضاً آخر لمشروعات الكهرباء.
المليك يدشن العمل في مشروع الربط
عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتدشين العمل في مشروع ربط شبكة كهرباء المدينة المنورة بشبكة القصيم ومشروع ربط القطاع الغربي والجنوبي - بين محطة الشقيق في منطقة جازان ومحطة الشعيبة جنوب مدينة جدة - إضافة إلى مشروع ربط منطقة عسير بمنطقة جازان حيث تفضل حفظه الله بلمس الشاشة الإلكترونية إيذانا بوضع حجر الأساس للمشروعات قائلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله).
ويتخاطب مع المهندسين عبر الشبكة التلفزيونية
ثم تخاطب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عبر الشبكة التلفزيونية مع المهندسين في موقع المشروع قائلاً لهم: (شكراً وبارك الله فيكم وشد من أزركم). إثر ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية بمناسبة زيارته الميمونة للمدينة المنورة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة. بعد ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مأدبة الغداء التي أقامها تكريماً له أيده الله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة.
حضر حفل التدشين ومأدبة الغداء صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.