المستويات المهزوزة التي قدمها الفريق الهلالي في الجولات الماضية من الدوري جعلت لقاءه القادم أمام جاره ومنافسه التقليدي النصر مرشحاً للاشتعال قبل أن يبدأ.. فالتفوق الهلالي الدائم طوال السنوات الماضية في الدوري سيكون مهدداً وبقوة عندما يلتقي الفريقان لأول مرة هذا الموسم يوم السبت القادم. وحين أقول مهدداً فأعني هنا أن النصر سيكون الأفضل والأقرب للفوز في ظل تطور مستواه الكبير هذا العام وتناسق خطوطه وروح لاعبيه العالية..
فالنصر هذا الموسم قفز خطوات كبيرة نحو الأمام وسجل نفسه منافساً حقيقياً على البطولة بفضل نجاح إدارته في تدعيم صفوفه وقبل ذلك نجاحها في تحفيز لاعبيه للعودة للبطولات ودفعهم لتقديم كل ما لديهم في المباريات.. فضلا عن تطور أداء عدد كبير من لاعبيه وازدياد خبرتهم وتحسن قدراتهم تكتيكياً.. فلم يعد الفريق يؤدي بحماس فقط وإنما بنضج فني واضح سيجعله مرشحاً للتفوق على غريمه الهلال لأول مرة منذ سنوات..
** الفريق الهلالي يسير بعكس كل ما هيئ له؛ فالإعداد مثالي جداً ومعظم خطوط الفريق مكتملة والإدارة تبذل الكثير للاعبين وتتواجد معهم وتحفزهم والمدرب يعرف لاعبيه وفريقه لاستمراره معهم للعام الثاني على التوالي، إلا أن كل ذلك لم ينعكس إيجابياً داخل أرض الملعب، فخسر الفريق من نجران وتعادل مع الأهلي وحقق فوزين غير مقنعين أمام الرائد والوطني.. وباستقراء أوضاع الفريق وأسباب تراجعه نجد أن السبب الرئيس غياب معظم اللاعبين عن مستوياتهم المعهودة وعدم قدرة مدربه السيد كوزمين في اختيار التشكيل الصحيح البعيد عن المجاملة للأسماء الكبيرة.. فكوزمين يكرر ما حدث في الموسم الماضي بالتفصيل وأعني حيرته عند عودة النجوم الدوليين وانضمامهم للفريق.. فهو - كما يبدو - يخشى الكبار ويجاملهم على حساب العناصر الأكثر جاهزية.. إضافة إلى ارتكابه العديد من الأخطاء التكتيكية بعدم ثباته على طريقة لعب واحدة فتارة يلعب بمهاجم واحد وأخرى بمهاجمين فضلاً عن تعطيله للجهة اليمنى تماماً بإشراك حسن خيرات في الظهير الأيمن وهو الذي لا يمتلك المؤهلات اللازمة لهذا المركز إضافة إلى إشراك الفريدي في الوسط الأيمن وهو الذي ينزلق خلف المهاجمين ويلعب في منطقة جزاء الخصم مما يجعل الجهة اليمنى في الفريق شاغرة دائماً ومسرحاً للخصم كما أن كثرة تبادل اللاعبين لمراكزهم وكثرة التغيير والتبديل جعلت الفريق يفتقد للاستقرار والانسجام والتجانس.. ولذلك ظهر مفككاً وهشاً أمام الخصوم.
نقطة أخرى لاحظتها في الأداء الهلالي وهي كثرة احتفاظ اللاعبين بالكرة وغياب الأداء الجماعي واللمسة الواحدة التي كانت سمة الأداء في الموسم الماضي وفي معسكر أوروبا وهذا بسبب عودة النجوم واللعب كما يريدون.. ولذلك ظهرت الفردية وأصبح الفريق غير قادر على تطبيق الجمل التكتيكية وسط تساهل المدرب مع اللاعبين الذين لا ينفذون تعليماته بالانضباط داخل الملعب، كل هذه الأمور تجعل بداية المدرب كما الموسم الماضي بداية ضعيفة ومترددة حتى تستقر الأمور لاحقاً؛ ففي الموسم الماضي كانت الانطلاقة من مباراة النصر حين كسبها الهلال 3-1 لكن الظروف هذا العام تختلف تماماً ولن يكون بمقدور الهلال تكرار ذلك بسهولة.
لمسات
** في كل مباريات الهلال الماضية منذ بدء الدوري كانت الأخطاء التحكيمية ظاهرة ومؤثرة.. لكن الحكم المساعد في لقاء الهلال والوطني محمد العتيبي تفوق على الجميع بأخطائه المكشوفة والواضحة.!.
** خروج منتخب الناشئين من نهائيات كأس آسيا جاء طبيعياً.. فالجهاز الفني أقل من المستوى والسنوات الماضية أكدت أن المدربين البرازيليين مفلسون.. الغريب أن بطل دوري الناشئين الهلال لم يضم من لاعبيه للمنتخب سوى ثلاثة كلهم احتياطيون!.
** الاتحاد يسير بخطى واثقة نحو اللقب رغم أن الوقت مبكر لذلك.. لكن رعب الهلال يجعل الفريق يقدم أقصى ما لديه في كل مباراة!.
** موقف سمو رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الرائع مع قناة أبو ظبي كان تعبيراً عن كل الآراء الهلالية التي أبدت استياءها التام من استهداف الهلال بهذا الشكل، فسموه قبل أن يكون رئيساً للهلال هو هلالي خالص يحب فريقه ويرفض الافتراء عليه وتشويه سمعته ولذلك كانت ردة الفعل الجماهيرية على القرار الرئاسي الهلالي سعيدة.
***
** التأثير الفني الذي تركه غياب التايب على الهلال بات واضحاً ومؤثراً.. ولذلك يتحدث الهلاليون عن إمكانية إيجاد حلول مالية للأزمة مع النادي التركي، ومهما دفع الهلال فسيكون أقل من تكلفة التعاقد مع لاعب جديد!.