الهجمة التطويرية المباغتة في شوارع شمال العاصمة الرياض هذه الأيام تعيدنا إلى أجواء وتحويلات وصبَّات الطفرة القديمة التي كنا نجدها في كل مكان من المدينة، وكأننا في سباق مع الزمن، ووصفنا للتطوير والتعديل في الطرق والشوارع والممرات هذه الأيام بأنه هجمة هو أدق تصوراً للحالة لأنها جاءت مفاجئة، وعاجلة وكأنهم أرادوا أن يضعوا سكان شمال الرياض أمام الأمر الواقع وبلمحة عين، ليزمعوا عن قصد سرعة قفل الشوارع قبل أن تبدأ الدراسة مع عودة الناس إلى أعمالهم ومصالحهم بعد الإجازة، فالأمر الصحيح، والصورة المقبولة أن يكون تعجيلاً بالعمل، والانتهاء منها قبل أن تشهد المدينة الزحام المعتاد.

فالهجمة التطويرية فصلت أحياء الرياض الشمالية: الفلاح والوادي والندى والنفل والربيع والغدير والصحافة وجامعة الإمام عن باقي أحياء العاصمة ليس بشكل تام، إنما بطريقة تقليدية وكأنهم يسابقون الزمن في غلق الشوارع لاسيما (مخرج 6) الذي تم غلقه بين ليلتي الخميس والجمعة، أي قبل عودة الموظفين والطلبة بيوم واحد فقط، وكأن الهدف هو الغلق.

في شمال الرياض لابد أن نحيي هذه الهجمة التطويرية، إلا أننا نقول: لقد تأخرتم كثيراً في إصلاح الوضع، لكن ما يلفت الانتباه هو القلق من أن تطول فترة العمل ويكون هناك تباطؤ في إنجاز المهام التي يفترض أن تكون طارئة، وعاجلة فتجربة أعمال الدائري الشمالي (مخرج 5) والذي لم تشفع لهذه الهجمة المباغتة لأعمال التعديل وشق الطرق وإنشاء الدوارات، فالخوف أن يكون الوضع على نحو مشروع (الحفر والدفن) أمام مجمع ساكو وشركة العيسى للسيارات وتحديداً طريق الخدمة الذي سيحتفل العمال الكسالى بالعام الثاني من الحفر والدفن وهو من أهم الطرق في الدائري الشمالي حيث يصل الأحياء الشمالية بعضها ببعض.

الهجمة التطويرية الجديدة نتمنى ألا تكون من قبيل ترتيب لوضع الغلق والتحويلات، ونودها أن تكون خاطفة وسريعة ومتقنة حتى وإن كانت هناك معاناة من قبل السائقين على وجه التحديد، فليت هذه الأعمال والإصلاحات تتم على مراحل بدلاً من هذا التعجل وكأن غلق الشوارع وتحويل المسارات هو الهدف بحد ذاته.

أمر مؤلم يلفت الانتباه هو التهور والقيادة الرعناء لبعض الشباب حيث تجد عند بعض المنحنيات الجديدة عامل أو عاملين يلوحون بأعلامهم الحمراء وكأننا في نهاية مضمار سباق، فهذه الطريقة لا تجدي عند هؤلاء، حتى يلتحم مع أي خرسانة ومن ثم يتذكر أن هناك من كان يشير له ويلوح بالتمهل والقيادة والواعية وكأن اللون الأحمر في الأعلام التي يلوح فيها هؤلاء العمال هي من هيجته وتسببت في تهوره، فلا ندري حتى الآن لماذا يقف العامل في نهاية المنعطف الخطير قرب الخرسانات وهو يهذي مع زملائه ويلوح للسائقين بعلمه وكأنه حكم كسول في سباق سيارات؟!.. ألا توجد طريقة ما ترشد السائقين بدلاً من هذا المشهد الكاريكاتوري الذي لا يقدم أو يؤخر؟

فالسرعة في إقفال المخارج وتحويل المسارات وقفل أجزاء من الشوارع في كل الاتجاهات يجب أن توازيها سرعة مماثلة في الإنجاز وتنفيذ الأعمال لكي لا نعيد اجترار الموال القديم.. يا ليل ما أطولك!!