«الجزيرة» - أحمد العجلان
ياسر القحطاني هو أفضل رأس حربة مرَّ على تاريخ الكرة السعودية برأيي المتواضع فهو يحمل من صفات كل المهاجمين البارزين على مستوى المملكة.. يضرب رأس.. سريع.. ماهر.. ذكي.. قناص.. يسدد بكلتا قدميه.. حكوا عنه وسيحكون بأن مستواه تراجع، وزنه زاد، قدميه لا تساعدانه على الركض، تماما كما يحكون في البرازيل عن رونالدينهو وقبله رونالدو.. وسيقولون الكثير والكثير ولكن كل ذلك لا يتجاوز أن يكون كذبة إبريل التي للأسف تتكرر كل شهر.. يوم أمس الأول شاهدنا الكاسر الآسر ياسر كيف يصنع الفرق مع هلاله ضد النصر وكيف يمرر بذكاء ويهدف بدقة.. شاهدناه كيف يراوغ بخفة ومهارة وكيف يصنع الفرق الفني لزعيمه أمام الغريم التقليدي.. ياسر الذي رسم خريطة الطريق لهلال هذا الزمن ومحبوب كل الجماهير باختلاف ميولها هو نفسه لم يتغير فلازال ذلك الشاب الذي قد يقلب الطاولة في أي لحظة هو نفسه ذلك الموهوب الذي يفتك بخصومه وهو نفسه ذلك الهداف الذي يمزق الشباك، هو نفسه روماريو العرب الذي جاء بعلم جديد لكرة القدم السعودية وهو أن تكون ناجحا في كل مهارات هذه اللعبة لا في معظمها أو جزء منها.. في الجولات الماضية تعثر الهلال فنيا كثيرا فتعثر ياسر من تعثره وعندما عاد جزء من الهلال عاد ياسر كله..
نصيحة أقدمها من كل قلبي للزملاء.. لماذا نخترع ولماذا نلفق ولماذا نضغط على لاعبينا؟ أم أنها لزمة ولعنة أصيبت بها الصحافة الرياضية على كل الأصعدة؟
كل هذه التساؤلات تطرح وأكثر لأننا لو لم نخضع أنفسنا لها لخسرنا نجومنا بسبب الإشاعات والأقاويل والضغوط التي نكون بارعين في اختراعها وبليدين جدا في إخمادها.. قد يغيب ياسر مستقبلا كما أنه قد يغيب نجوم آخرون عن إبداع ننتظره ولكن فتشوا عن السبب فستجدونه لتساعدوهم لا لتأزموا مواقفهم.. أخيرا.. توقفوا كثيرا قبل أن تفكروا ولو لمجرد التفكير في الكتابة عن ياسر لأنه لا يوجد لدينا سوى ياسر واحد.
ahmad2man@hotmail.com