لم تحفل مباراة ديربي العاصمة السعودية بالجديد من وجهة نظري، فالزعيم بسط نفوذه مجددا على غريمه التقليدي النصر بفوز مهم حسمه منذ الشوط الأول، بفضل تكامله الفني والعناصري والتهيئة النفسية الجيدة والخبرة والمراس التي تجلت لدى لاعبيه الأبرز وأعني الدوليين منهم بقيادة عميد لاعبي العالم محمد الدعيع والنجم المرشدي وهوساوي وعزيز والقناص ياسر القحطاني (استعاد شيئاً من عافيته، وأكد مجدداً بأنه لاعب حسم من طراز رفيع)، وبدعم من السويدي وليهامسون والفريدي، ومن خلف هؤلاء جميعا كان المدرب الواقعي كوزمين الذي قرأ خصمه جيدا، ولعب بالطريقة التي تناسبه، وأجاد بتغييراته في الشوط الثاني، فكانت تدخلات في محلها تماماً.
النتيجة كادت تكون تاريخية لو أحسن لاعبو الهلال استثمار الفرص وتواضع الحراسة والدفاع النصراوي، ولو توفر عامل التسديد عن بعد على المرمى النصراوي.
وبالرغم من غياب الصويلح عن أجواء المباراة، والفراغ الذي خلفه الليبي طارق التائب إلا أن التنظيم الدفاعي، والخبرة، واللعب على الأطراف، وتألق الثلاثي: الدعيع، المرشدي وعزيز على وجه التحديد رجح الكفة الهلالية، ليستعيد الهلال توازنه ويرتب أموره الفنية والإدارية لمواصلة مشوار طويل نحو المحافظة على لقبه.
يجب على الإدارة الفنية الهلالية أن لا تنخدع بنتيجة المباراة، فالنصر لم يكن بذلك الند القوي حيث ظهر بدفاع هش وحراسة مهزوزة ووسط مفكك وهجوم ضائع ومعتمد على اجتهادات البرازيلي إلتون دونما تطبيق جمل تكتيكية واضحة المعالم أو مدروسة من قبل.
في تصوري أن مباراة الحزم ستكون أصعب فنيا للهلال من مواجهة النصر.
عندما (يعك) المخرج..!
لم يواكب الإخراج التلفزيوني لقناة art الحدث كما ينبغي، أو على أقل تقدير كما كان عليه الوضع الإخراجي في ديربي جدة، فقد سجل الإخراج لديربي الرياض إخفاقا ملحوظا في متابعة الحدث بكثرة الإعادة البطيئة للقطات عادية، بل وتكرارها بشكل يفوت متابعة اللعب والكرة وتحركات اللاعبين.
مسألة الإخراج مهمة بالنسبة للمشاهدين، فالمخرج البارع من يضع المشاهد في قلب الحدث دون أن يفوت عليه أية لقطة مهمة، فهو عامل محفز للمتعة والإثارة الكروية، بينما المخرج غير الناجح هو من يفقد المشاهد متعة المباراة!
فاصلة
(1900 يوم والنصر لم يفز على الهلال، لو كان الهلال مؤشر سوق الأسهم لما خسر الناس أموالهم).. تلكم جملة بعثها لي صديقي المحلل الاقتصادي البارع راشد الفوزان.. وأترك لكم التعليق!
Sam2002ss@gmail.com