تحدثت في مقال سابق عن الشعر بشكل عام، ونظراً لاختلاط المفاهيم لدى الكثير بين الشعر والنظم في ظل ما تزخر به الساحة في الوقت الراهن من خلال ما يعرض وينشر عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة باسم الشعر في حين أن معظمه لا يرقى إلى مستوى الشعر بالمعنى الصحيح.
لذا فسيكون الحديث في هذا المقال عن النظم، وبالرغم أنه بالإمكان تعريف الشعر إلا أنه من الصعب تعريف النظم إلا من خلال الاحترازات التي نضعها على تعريف الشعر، وبناءً على ذلك فإنه يمكن القول بأن النظم ينضوي تحت العناصر التالية:
1) كل نص يتمتع بالجوانب الشكلية للشعر ويفتقر إلى الفنيات الموضوعية فإنه يعتبر نظماً بلا شك.
2) هناك فرق جذري بين النظم في الشعر الفصيح، والنظم في الشعر الشعبي وهو محور حديثنا، فالنظم في الفصيح مقصود لذاته، بدليل أن نظام ألفيه ابن مالك لم يدع أنه يكتب شعراً بل هو لم يقصد أصلاً كتابة الشعر وإنما أراد أن يصوغ قواعد علم النحو تحت القوالب الشكلية للشعر (التي نطلق عليها النظم) وذلك ليسهل حفظها، أما بالنسبة للشعر الشعبي فالكل يكتب باسم الشعر، وإن كان الغالب فيما يكتب نظماً.
3) النظم لا يعدو عن كونه جملا ورصف ألفاظ والمهم في ذلك أن يحوز على الحد الأدنى لشروط النشر الشكلية فاقداً للخصائص الموضوعية وهي الخصائص المتعلقة بالصور وبالعاطفة والتأثير وما يندرج تحت ذلك.
4) قول الشعر يختلف عن نظم الشعر، فالشاعر من يقول الشعر تلقائياً ويصدر عن موهبة متمكنة وهو من نطلق عليه الشاعر المطبوع، بخلاف الناظم الذي يعتمد على رصف الألفاظ بالشكل الذي أشرنا إليه.
وختاماً أسأل الله أن أكون قد وفقت ولو بالشيء القليل بالكتابة عن هذا الموضوع وهذا مجرد رأي وكما قيل (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية). وعلى المحبة نلتقي.
فهد بن عبدالعزيز الرميان - بريدة