يعج العالم بالمشاكل التي طالت كل أرجائه وعمت أركانه اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، ولم تسلم دولة من أزمة خانقة مما يدلل على أنه وصل مرحلة تتطلب إيجاد حلول مترابطة وليست مقصورة على جانب منه.
فالأزمة المالية تمس الجانب السياسي، والجانب السياسي يرتبط بشكل أو بآخر بالأوضاع الاجتماعية، وما هو معمول به عالمياً أثبت أنه غير قادر على إنقاذ الإنسان، فلا المنظمات ولا الهيئات العالمية وفقت في أن تقدم ما سيسهم في الاستقرار العالمي.
ورغم التنظيرات ودعاوي الإصلاح إلا أن ما وصلنا إليه يؤكد أن هناك حاجة ملحة إلى تغيير شامل في النظام العالمي.
وبالعودة إلى التاريخ يظهر أن ما عز به حدث من قبل فالركود الاقتصادي والقلاقل السياسية والاضطرابات الاجتماعية عرضها التاريخ في مراحل كثيرة، غير أنه في كل مرة تظهر قوة تقود العالم من جديد وتصحح المسار.
والسؤال هو: ما هي القوة الجديدة التي يمكنها أن تقود إلى تصحيح المسار الراهن وتعين على استقرار أوضاع العالم؟
الملمح الظاهر أن الشرق سيكون الأبرز في المرحلة القادمة لأن هناك مجموعة من دولة استطاعت أن تصل إلى مراحل متقدمة اقتصادياً مع استقرار اقتصادي واجتماعي لا يتمتع به الغرب حالياً، وتعد الصين على رأس قائمة الدول التي قد تتمكن من تقديم بدائل عن النظام الرأسمالي الغربي الذي نعيش الحضارة تأرجحه، ولكن من المؤكد أن الأمر يتطلب تضافر جهود الشرق والغرب للخروج برؤية واقعية جديدة تعمل من أجل الإنسان في كل مكان، ولعل من أهم الخطوات التي تعيد استقرار العالم إيقاف الحروب وتحكيم العقل في استغلال الثروات لإسعاد البشرية وليس لتدميرها والاعتراف بالخلل في مسار البيئة الاجتماعية فليس كل ما يصدر عن الغرب صحيحاً وليس كل ما يسير عليه الشرق صحيحاً أيضاً، لقد سقط النظام الشيوعي، وهذا هو النظام الرأسمالي يترنح، ومن ثم فإن عالمنا يحتاج إلى بديل يتوافق مع فطرة الإنسان.