رغم أن الكيان الإسرائيلي يعيش هذه الأيام وللأشهر الثلاثة القادمة فراغاً سياسياً، بعد فشل رئيسة حزب أكاديما ليفني في تشكيل حكومة جديدة وطلبها من رئيس الكيان الإسرائيلي حل الكنيست وإجراء انتخابات برلمانية جديدة, ستكون في حالة إقرارها في أوائل شهر يناير من العام القادم.
رغم هذه الأجواء السياسية غير المستقرة إلا أن أوساطاً دولية وإقليمية وحتى إسرائيلية وفلسطينية تتحدث عن إمكانية عقد اتفاق سلام بين العرب والإسرائيليين..!
من الفلسطينيين الرئيس محمود عباس ومن الإسرائيليين رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريس ورئيس الوزراء المكلّف أولمرت وحتى وزيرة الخارجية ليفني ووزير الدفاع أيهود باراك، وجميع هؤلاء يطرحون المبادرة العربية للسلام كأساس لاتفاق السلام بين العرب والإسرائيليين.
بيرس بحث هذا الأمر مع الرئيس المصري حسني مبارك، وأولمرت يحلم بأن يحقق في أيامه الأخيرة ما عجز عنه كبار الساسة الإسرائيليين، أما ليفني وباراك فيريدان أن يكون لهما في (الكعكة نصيب).
وفي القوى الدولية يلمس المتابعون أن ثمة تحركات دولية تبحث تحريك هذا الموضوع، وأن رؤساء الدول ووزراء الخارجية الذين يزورون المنطقة يناقشون هذا الأمر كأول بند مثلما جرى لدى زيارة الرئيس الإيطالي لجامعة الدول العربية، حيث شرح له السفير أحمد قطان مندوب المملكة لدى الجامعة أن الفرصة متاحة الآن لقبول إسرائيل مبادرة السلام العربية التي تدعو إلى تحقيق الأمن لإسرائيل مقابل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وأن العرب على استعداد لإقامة علاقة طبيعية مع تل أبيب بعد جلاء احتلالها من أراضي فلسطين وسوريا ولبنان التي تحتلها.
أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الذي طلب من وسائل الإعلام العربية أن تركِّز على المبادرة وأن تعيد تناولها وقراءتها وطرحها للرأي العام العالمي والعربي فيرى أن المبادرة ليست فقط عربية ولكنها مبادرة إسلامية أيضاً، حيث اعتمدت في نفس العام الذي طُرحت فيه في مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي بطهران. وأوضح أبو مازن أن 57 دولة عربية وإسلامية مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، ولا يجوز لإسرائيل أن تطلب تطبيع العلاقات قبل أن تبادر بالانسحاب؛ لأن هناك دولاً إسلامية مثل أفغانستان وماليزيا وغيرهما مستعدة للاعتراف بإسرائيل بشرط الانسحاب وتحقيق السلام وحل المشكلة الفلسطينية. وأكَّد الرئيس الفلسطيني أنه لا يوجد أحد مستعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مسبقاً قبل أن تقوم بالخطوة الأولى المطلوبة منها وهي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية ومن الجولان ومن مزارع شبعا وعندئذ ستجد أمامها 57 دولة عربية وإسلامية ترفع علم إسرائيل.
وهكذا فإن (إغراء السلام) المقدّم من 57 دولة عربية وإسلامية يدعو (حكماء إسرائيل)، إن كان من بقية لهؤلاء الحكماء، أن يسارعوا لانتهاز هذه الفرصة
قبل أن تضيع..!!
jaser@al-jazirah.com.sa