ماهي الصدفية وما ينبغي أن يعرفه المجتمع عن الصدفية؟
الصدفية هي التهاب يظهر على سطح الجلد وهو مرض مزمن إلا أنه غير معد، ويصيب الجنسين بنسب متساوية وفي مختلف المراحل العمرية من الأطفال الصغار إلى العجائز لكنه أكثر انتشاراً ما بعد سن البلوغ. وينتشر في جميع بلاد العلم بما يقارب 3%.
ما هو سبب الصدفية؟
ما زال السبب الرئيس لحدوث هذا المرض غير معروف بالتحديد، إلا أنه من المتفق عليه هو حدوث خلل ما في جهاز المناعة، يؤدى إلى التهاب على سطح الجلد وزيادة في معدل انقسام خلاياه، إذ إن الجلد في العادة يأخذ قرابة الثلاثين يوماً في دورة انقسام خلاياه الطبيعية حتى تنضج وتتحول إلى خلايا قرنية ميتة تتلاشى بالتدريج على سطح الجلد. أما في حالة الصدفية فإن خلايا الجلد تنضج بمعدل أسرع بكثير ما بين 3-6 أيام و تتجمع الخلايا القرنية الميتة وتتراكم على سطح الجلد.
مظاهر الصدفية
ينتج عن الصدفية ظهور قشور سميكة بيضاء وبقع حمراء على الجلد وفروة الرأس أحيناً. وتشكل هذه القشور أثراً بالغاً وسيئاً على سطح الجلد وبخاصة عند انتشاره على مساحات واسعة أو في أماكن بارزة من الجلد. ينعكس ذلك على مظهر المريض وهيئته مما يجعله عرضة لابتعاد الناس عنه أو انعزاله هو عن المجتمع خوفاً من ذلك.
آثار أخرى للصدفية
كما لا يقتصر أثر الصدفية على مظهر الجلد فحسب، بل يؤثِّر ذلك سلباً في حياته الأسرية الخاصة والعامة، بل أثبتت الدراسات العلمية أن له آثاراً سيئة على الجوانب النفسية والاجتماعية والوظيفية والاقتصادية، فمن الآثار النفسية حصول القلق والاكتئاب، بل حدوث حالات انتحار في الحالات الشديدة، ومن الآثار الاجتماعية العزلة الاجتماعية للمريض المصاب بسبب تعرضه لنظرات الاستغراب من الآخرين أو نظرات الازدراء والاشمئزاز خصوصاً أن هناك معتقدات خاطئة مرتبطة بهذا المرض بأنه معد أو أنه ناتج من قلة اهتمام المريض بعنايته الشخصية, وقد يحجم الشاب أو الفتة عن الزواج خجلاً وخوفاً من الفشل في الحياة الزوجية, ومن الآثار الاقتصادية انقطاع المريض عن العمل ولفترات متعددة مما قد يؤثّر على نجاحه، بل حتى استمراره في عمله. أضف إلى ذلك المبالغ الطائلة المصروفة في علاج المرض والتخفيف من آثاره.
إن تلك الآثار مجتمعة جعلت من المختصين والباحثين والهيئات الطبية والبحثية تبذل ما في وسعها لإيجاد حلول مناسبة لعلاجه تماما أو التخفيف من حدته, وإلى اليوم وعلى الرغم من الجهود المضنية لم يتم اكتشاف علاج شاف للمرض، وبقيت العلاجات الحالية بين شد وجذب في فاعليتها من مريض لآخر وفي حالة دون حالة.
أنماط الصدفية
وللصدفية أنماط متعددة منها الصدفية النقطية، والصدفية العامة، والصدفية الثنية البينية والصدفية الصديدية وصدفية الكفين والقدمين، وصدفية الأظافر، وصدفية الرأس. وهناك نوع من الصدفية يؤثّر على المفاصل مسبباً آلاماً والتهابات يسمى روماتيزم الصدفية.
مثيرات الصدفية
بالإضافة إلى تأثيرات الصدفية على الجلد فإن لهذا المرض انعكاساته النفسية والاجتماعية والتي تؤثّر على علاقات المريض في مجتمعه ونظرته لنفسه. فالصدفية مرض مزمن ينبغي للمصاب به معرفة كيفية التعايش معه وجعل حياته مريحة وعملية. ولعل من الأمور التي على المصاب بالصدفية التعرف عليها هي ما يعرف بمثيرات الصدفية Psoriasis triggers والتي قد تساعد على ظهور المرض لأول مرة أو في زيادته لمن عرف لديهم المرض، وتشمل هذه المحفزات:
1- الضغوط النفسية:
فالضغوط النفسية مثير معروف للصدفية وقد تساعد في ظهورها لأول مرة - لمن لهم الاستعداد المرضي - أو زيادة شدة المرض لمن سبق تشخيصهم بالصدفية. كما أن للسبل في تخفيف هذه الضغوطات دوراً في تخفيف المرض وسهولة السيطرة عليه.
2- إصابات الجلد:
الإصابات المباشرة للجلد تساعد على ظهور الصدفية في أماكن الإصابة والتي تشمل أماكن العمليات الجراحية واللقاحات بالإضافة إلى حروق الشمس.
3- الأدوية:
هناك عدد من الأدوية تحفز الصدفية والتي يجب أن يعرف عنها مريض الصدفية كما ينبغي إعلام الطبيب المعالج بالأدوية التي يتناولها المصاب بالصدفية حتى يتسنى للطبيب المعالج اتخاذ القرار والإجراء المناسب.
هناك بعض المحفزات الأخرى التي لم يتم بعد إثبات علاقاتها بالصدفية مثل بعض المحسسات وتغير بعض العادات الغذائية والتغيرات المناخية.
هذا باختصار ما ينبغي أن يعرف عن الصدفية.