من الطريف أن يعلم الكتاب أن هناك من يقرأهم ليس بعينه بل بحسه..؟
فكلماتهم ليس هي جملة الحروف التي تنقل أفكارهم بل هي شحنة الإنفعالات التي تنبثق من مكمنها داخلهم
تتزيا بحروفهم وتتشكل في انعطافاتها..,
هي الملمس الخفي التي يقترب من القارئ ذي الحاسة فيخبره بمداها قوة أو هدوءاً..
ولعلني أجيد كثيراً قراءة انفعالات الكتاب فيحلو لي الجلوس بهدوء إلى ما يكتبون..
فمشاعرهم المبطنة غالباً ما تنتخب من الحروف ما يناسب مستواها الانفعالي حين التدوين..
وأجمل الانفعالات ما جاءت معبرة عن روح شفيفة ونفس طيبة وبعد نظر واحتواء لملكوت الله بمن فيه..,
وأدكن الانفعالات ما ضاقت بها العبارة باحتواء سخط صاحبها بكل ما حوله وبمن حوله..,
الحروف مرآة الداخل..,
وأبعاد النفوس..
وصور تفاصيلها..,
وهي الوعاء العقلاني الذي يتخيل كاتبها أنه قادر بها على المروق من عيون قارئة.. تنفذ من شكلها الخارجي إلى إيحاءاتها الكاشفة.