ورشة العمل التي أقامتها جامعة الملك سعود حول دور عضو هيئة التدريس في المراجعة الخارجية للتقويم التطويري المؤسسي والبرامجي، تضمنت عددا من الموضوعات حول الجودة والاعتماد الأكاديمي منها تفاعل عضو هيئة التدريس مع عملية التقييم والاعتماد الأكاديمي وملف المقرر الدراسي،
وعرضت فيها بعضاً من تجارب الجامعة في هذا المجال وخططها وطموحاتها المستقبلية وسعيها لتحقيق أسس الجودة وتطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي.
لقد أصبحت الجودة والاعتماد الأكاديمي مطلباً للعديد من الجامعات التي تسعى لتحقيق قفزات علمية واسعة، وتطبيق برامج علمية وأكاديمية متطورة في زمن قياسي وتتواصل مع مجتمعها بشكل مستمر وتندمج معه بصفة دائمة وتقدم له خدماتها وخبراتها وتستقي من هذا المجتمع الثقافة والخبرة والمعرفة والموارد البشرية، وهذا ما تسعى لتحقيقه جامعة الملك سعود من خلال الاهتمام الواضح بتحقيق متطلبات الجودة والاعتماد الأكاديمي.
أشار معالي الدكتور مدير الجامعة في هذه الورشة إلى ثلاثة أمور مهمة: الأول أن الطالب الجامعي يجب أن يأخذ حقه من الاهتمام الكافي في العمليات التعليمية والتطويرية، فما من شك أن الطالب هو محور العملية التعليمية وهو سبب من أسباب التغيير والتعديل، وهو السبب في البحث عن جودة البرامج ليكون المخرج قوياً منتجاً فاعلاً خادماً لدينه ووطنه، فالطالب هو وقود الجامعة ومحركها وبدونه تصبح الجامعة مجرد بنايات فارغة، والأمر الثاني هو لقاء معالي المدير مع معالي وزير المالية حيث ناقشا إمكانية تعاون الجامعة مع شركة أرامكو السعودية، وهذا نوع من تواصل الجامعة مع مجتمعها، فشركة أرامكو شركة عالمية ضخمة لديها رؤية واضحة وتخطيط استراتيجي بعيد المدى ويمكن الاستفادة منها والتعاون معها في كثير من المجالات منها تمويل الأبحاث والإدارة والتدريب والتخطيط الاستراتيجي وتبادل الخبرات والتعليم عن بعد ومؤتمرات الفيديو وغيرها الكثير، والأمر الثالث هو التعهد بتمويل أبحاث أعضاء هيئة التدريس المنتجة والعملية مهما كانت التكاليف، وهذه من أهم وسائل التطوير التي تسهم في رفع مستوى الأستاذ الجامعي وتُقدم مجتمع المعرفة وترفع من مكانة الجامعة الأكاديمية والبحثية والعلمية، فالأمم تتقدم وتتطور من خلال أبحاث وإنتاج أبناء مجتمعها ولا تستفيد كثيراً من الأبحاث والأفكار المعلبة والجاهزة، الحضور الكثيف من قبل أعضاء هيئة التدريس لهذه الورشة يدل على النجاح في انتقاء الموضوع ويدل على اهتمام أعضاء هيئة التدريس بهذا الموضوع وبكل ما من شأنه تقدم الجامعة ورفعتها، فقد كان أحد شعارات الورشة أن تحقيق التميز والإبداع والريادة لجامعة الملك سعود يفرض علينا ضرورة العمل المشترك نحو تحسين وتطوير ممارساتنا الأكاديمية، وعلى الله الاتكال.