تواجه البشرية أزمة خطيرة هي أخطر بكثير من الأزمة المالية الحالية! وفقا لخبراء يعملون في منظمات دولية مستقلة!. فبسبب الإسراف المبالغ فيه من قبل الدول في استخدام الموارد الطبيعية فإن كوكبنا الأرضي يواجه مخاطر التصحر واستنزاف التربة وتلوث الهواء والمياه وتناقصا خطيرا في أعداد الكائنات البحرية وأنواع أخرى من الكائنات الحية على وجه الأرض!.
وهذه الأزمة أوضحها تقرير دولي يصدر كل عامين تحت عنوان (الكوكب الحي) أعدته منظمة مستقلة تسمى (الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية).
وجاء في التقرير في عدده 2008م أن البشر يستهلكون نحو 30% من الموارد الطبيعية، أي: بما يفوق قدرة الأرض على تجديد مواردها سنويا.
وهذا يعني وفقا للتقرير أنه بحلول عام 2030م، وفي ظل بقاء الحال كما هو عليه، فإن البشرية ستحتاج إلى موارد كوكبين حتى تستطيع الاستجابة لمتطلبات الحياة!.
فإما أن يهاجر عدد منا إلى كواكب جديد لتخفيف الضغط على الأرض وإما أن يموت مئات الملايين جوعا وعطشا، أو أن يقتل بعضنا بعضا ويصبح البقاء للأقوى، ويظهر نوع جديد من الاستعمار ولكنه هذه المرة أشد فتكا لأن المسألة ستصبح مسألة حياة أو موت!.
التقرير وصف الأزمة البيئية هذه بأنها أزمة (ائتمان بيئي)، إذ إن على العالم (ديون بيئية) تتراوح قيمتها ما بين 4 إلى 4.5 تريليونات دولار أمريكي سنويا، أي ما يعادل ضعف الخسائر التي تكبدتها المؤسسات المالية جراء الأزمة المالية التي تصيب أسواق المال العالمية!.
ومع ذلك ظل التركيز الإعلامي والسياسي على الأزمة المالية دونما سواها!.
على الرغم من أن هذه الأزمة الحقيقية لاحت خطورتها منذ ثمانينيات القرن العشرين وتحديدا منذ أن بدأ استهلاك سكان الأرض للموارد الطبيعية يتجاوز قدرة الأرض على تجديد مواردها. ومن أجل التصدي لهذه الأزمة العالمية لابد من تعاون جميع الدول، وخاصة الدول المتقدمة التي لوثت بيئتنا عبر دخان مصانعها ونفاياتها، والتي فاق حجمها المسموح به بيئيا. هذه الأزمة بحاجة إلى مؤتمرات على كافة المستويات وخاصة على مستوى الزعماء، وذلك حتى لا تأتي ساعة تصبح فيها المعالجة متأخرة جدا.. فهل من مستجيب؟!.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244