واشنطن - الوكالات
واصل المرشح الديموقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين الاربعاء الحملة الانتخابية في الولايات التي ستحسم السباق إلى البيت الابيض في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، كما وجه أوباما على مدى ثلاثين دقيقة اعتبارا من الثامنة مساء رسالة إلى الناخبين يدعوهم فيها إلى تأييده من اجل تحقيق (الحلم الاميركي).
وعلى خلفية موسيقى حالمة عرض أوباما في هذا الشريط برنامجه الانتخابي مركزا على التخفيضات الضريبية التي ستتيح لغالبية الامريكيين حياة افضل وعلى الحق في الرعاية الصحية وفي تعليم جيد.
وحرص أوباما في فقرات من الشريط الدعائي، الذي بثتة شبكات سي بي اس وان بي سي
وفوكس، على استعراض سيرة حياته الشخصية مؤكدا انه (رأى والده (الكيني الذي ورث عنه بشرته السوداء) مرة واحدة عندما كان في العاشرة)، مضيفا (لقد كان مؤثرا
بغيابه اكثر مما كان مؤثرا بوجوده). وقال (لن اكون رئيسا منزها عن الخطأ ولكنني سأصارحكم بكل شيء). وركز الشريط على أن الاولوية الاولى لأوباما هي الأسرة الامريكية التي تعمل من أجل رعاية اطفالها وطلب تأييد الناخبين (لتحقيق الحلم الامريكي).
واضاف المرشح الديموقراطي، الذي ربما يكون اول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة، (لقد رأينا خلال السنوات الثماني الاخيرة كيف يمكن ان يكون لقرارات رئيس تأثيرات هائلة على مجرى التاريخ وعلى حياة الامريكيين). وأوضح (ولكن أينما اذهب وبالرغم من الازمة الاقتصادية والحرب والقلق من المستقبل فانني ارى تفاؤلا وأملا وقوة).
وقال فريق حملة أوباما في بيان إن هذا الشريط الذي اخرجه ديفيس غوغنهام الذي حصل على اوسكار عن فيلمه الوثائقي حول آل غور (الحقيقة المزعجة)، (سيتيح للامريكيين الاستماع إلى تفاصيل برنامجه من أجل البلد).
وبلغت كلفة اعداد وبث هذا الشريط خمسة ملايين دولار، حسب وسائل الاعلام الاميركية. ومنذ مطلع ايلول/سبتمبر الماضي حتى منتصف تشرين الأول/اكتوبر الجاري، انفق أوباما والديموقراطيون 353.7 مليون دولار على الدعاية التلفزيونية مقابل 184 مليون دولار انفقها ماكين والجمهوريون.
وخلال لقاء انتخابي في ريفييرا بيتش (فلوريدا)، دان ماكين الشريط المتلفز لأوباما معتبرا انه تم تمويله بواسطة (وعود لم يتم الوفاء بها) وأموال مصادرها مشكوك فيها، وفقا له.
وكان ماكين يشير بذلك إلى تصريحات لأوباما في بداية حملته اكد فيها انه سيمول حملته من الأموال العامة قبل ان يتراجع عن ذلك.
وقبل ماكين تمويل حملته من الأموال العامة التي تسمح له بانفاق 84.1 مليون دولار بحد اقصى على حملته ولكنه يستطيع في المقابل ان يحصل على مساعدات مالية بدون حد اقصى من الحزب الجمهوري.
ويقول الجمهوريون ان مصادر تمويل حملة المرشح الديموقراطي لا تتسم بالشفافية.
ولكن المكتب الفدرالي المكلف مراقبة العملية الانتخابية لم يلحظ أي خرق للقانون حتى الآن.
وفي تجمع انتخابي أخر في ميامي بفلوريدا (جنوب شرق)، عاد ماكين إلى اتهام منافسه بالسعي إلى (اعادة توزيع الثروة) وفرض ضرائب كبيرة على المشروعات الصغيرة.
وقال (السناتور أوباما مرشح لكي يكون قائدا لتوزيع الثروة، اما انا فاترشح لاكون قائدا عاما، هو يريد اعادة توزيع الثروة وانا اريد خلق المزيد منها، أوباما يريد معاقبة النجاح وانا اريد للجميع النجاح).
ورد أوباما ساخرا خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) (من الان حتى نهاية الاسبوع سيتهمني السناتور ماكين بانني عميل شيوعي لانني جعلت الاطفال الاخرين يشاركونني العابي في دار الحضانة).
واضاف (اذا انتخب السناتور ماكين فان 100 مليون امريكي لن يستفيدوا من التخفيضات الضريبية. في المقابل فان الـ500 الذين يملكون الثروات الاكبر سينالون 700 الف دولار من التخفيضات والشركات النفطية الكبرى ستحصل على 4 مليارات دولار).
ويتوجه المرشح الديموقراطي بعد ذلك إلى فلوريدا (جنوب شرق) وهي ولاية حسمت المعركة الانتخابية لصالح الجمهوري جورج بوش في العام 2000 . ويقوم ماكين بحملته كذلك في فلوريدا.
وظهر أوباما لأول مرة مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في مؤتمر انتخابي في ساعة متأخرة مساء الأربعاء أمام أكثر من 30 ألفا من المؤيدين في مجمع رياضي مفتوح في فلوريدا.
ولم تظهر أي مرارة في الاجواء عالقة من الانتخابات الاولية للحزب الديمقراطي التي فاز فيها أوباما على زوجة كلينتون السيدة الامريكية الأولى السابقة هيلاري كلينتون. وسار أوباما والرئيس السابق على المنصة وقد طوق كل منهما بذراعه كتف الآخر.
وأهال كلينتون وقد وقف أوباما إلى جواره المديح على المرشح الديمقراطي لما وصفه برد فعله الهادئ المتعقل للازمة المالية قائلا ان ذلك يظهر انه سيكون قائدا جيدا في البيت الابيض.
وقال كلينتون في هجوم مستتر على بوش (اذا كنا قد تعلمنا شيئا فهو اننا بحاجة إلى رئيس يريد ان يفهم ويقدر أن يفهم). وافادت بيانات اولية ان 16 مليون امريكي ادلوا باصواتهم مبكرا حتى الان من دون انتظار الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.
وتؤكد الاستطلاعات التي نشرت الاربعاء ان أوباما ما زال في المقدمة. وافاد الاستطلاع اليومي لل(واشنطن بوست) و(ايه بي سي نيوز) ان المرشح الديموقراطي يتفوق بفارق 7 نقاط (52 % مقابل 45 %). وتشير استطلاعات أخرى إلى فارق أقل. فمؤشر راسموسن اليومي يقدر الفارق بثلاث نقاط، اما استطلاع زغبي فيتحدث عن 5 نقاط. ويشير مؤشر غالوب اليومي إلى تفوق أوباما بثلاث إلى سبع نقاط فحسب. اما الاستطلاعات المتعلقة بالولايات التي ينتظر ان تحسم نتائج الانتخابات، فتعطي افضلية اكبر لأوباما. وحسب استطلاع لجامعة كوينيبياك، فان أوباما يتقدم في ثلاث ولايات رئيسية هي فلوريدا واوهايو وبنسيلفينيا. ومنذ العام 1960 لم يفز أي مرشح للبيت الابيض بالولايات الثلاث معا.
ويشير استطلاع آخر لمؤسسة (جي اف كي) ان أوباما يتفوق على ماكين في اربع ولايات فاز بها بوش العام 2004 وهي اوهايو ونيفادا وكولورادو وفيرجينيا. وتؤكد هذه المؤسسة ان المرشحين متعادلان في فلوريدا وكارولاينا الشمالية وهما ولايتان اعطتا اصواتهما لجورج بوش في العامين 2000 و2004 .
ويحتج الجمهوريون على هذه الاستطلاعات. وقال مسؤول دراسات الرأي العام في المعسكر الجمهوري بيل ماكينتورف في مذكرة سلمها لاعضاء فريق حملة ماكين ان الناخبين المترددين لا يزال في وسعهم تغيير المعادلة. ويؤكد ماكينتورف ان المترددين هم اساسا ناخبون بيض في النصف الثاني من عمرهم ويقيمون في مناطق ريفية وهم بالتالي يميلون إلى التصويت لصالح الجمهوريين. وقالت مديرة ادارة الاستراتيجية في حملة ماكين ساره سيمونز (اننا نعتقد ان الفرص متعادلة واننا يمكن ان نربح).
ولكن خارج المعسكر الجمهوري، فان القليل من الخبراء يشاركون سيمونز هذا التفاؤل النسبي. ويقول رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة ميسوري جون بروسيك ان (من غير المرجح ان نشهد تغييرا في التوجه في اللحظة الاخيرة). لكن مع ذلك ثمة عوامل ما زالت مجهولة يمكن ان تؤثر في النتائج مثل المشاركة الفعلية من جانب الناخبين المقيدين حديثا في كشوف الناخبين او العامل العنصري اذ إن فوز أوباما يعني تولى امريكي اسود للمرة الاولى رئاسة الولايات المتحدة.
وخلال الايام الاخيرة تمحورت حملة ماكين على ثلاث مسائل: الخوف من الضرائب لدى الامريكيين اصحاب المشروعات الصغيرة، وتركيز السلطة في يد الديموقراطيين الذين يرجح ان يسيطروا على الكونغرس، وانعدام الخبرة المفترض لأوباما في مجال الامن القومي.