بغداد - كريم طالبي
يقول علي (66 عاما) الذي اعتاد رؤية الجنود الأميركيين في بغداد منذ خمسة أعوام أنه سيدلي بصوته لصالح المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية جون ماكين لو أتيح له ذلك، لأنه يشكل (ضمانة لاستقرار) العراق. ويوضح علي الذي يقدم نفسه كأخصائي في تاريخ السومريين أعرق شعوب ما بين النهرين، أن (ماكين هو الأفضل بالنسبة للعراق لأنه يشكل ضمانة للاستقرار).
ولا يكترث علي لمؤهلات وبرامج ماكين أو المرشح الديموقراطي باراك أوباما، فما يهمه هو العراق ثم جيرانه مثل إيران. ويضيف بينما كان جالسا على أحد المقاعد القديمة في مقهى الزهاوي في شارع الرشيد وسط بغداد أن (الإيرانيين يعتقدون أن أوباما لن يشن هجوما عليهم في حال انتخابه رئيسا وهذا ما يقلقني).
ويتابع (إذا امتلك الإيرانيون القنبلة النووية فسيظنون أنهم الأقوى في المنطقة). أما صديقه محمد فهو يفضل ماكين لأن (أوباما يطالب بانسحاب سريع للقوات الأميركية من العراق). ويضيف وهو يمرر حبات السبحة من بين أصابعه (جيشنا العراقي ما يزال ضعيفا بينما تشكل إيران وتركيا تهديدا. لقد حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من أنه سيعمد إلى ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأميركية).
وعلى بعد مئات الأمتار من مقهى الزهاوي، يقع شارع المتنبي المكان الوحيد الذي يجد فيه سكان بغداد ضالتهم من الكتب والمجلات الصادرة باللغة الإنكليزية.
ويعرض أصحاب المكتبات في الشارع الطويل بضاعتهم من روايات أو كتب مدرسية على الرفوف في الخارج نظرا لأعمال الترميم الجارية في المكان. وفي إحدى الزوايا، يمكن مشاهدة وجه أوباما محصورا بين نسختين قديمتين من مجلة (فانيتي فير) بالقرب من مذكرات الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.
ويقول شعلان الزيدان الموظف في إحدى المكتبات (ليس هناك زبائن لكتاب أوباما رغم اهتمام العراقيين بالحملة الانتخابية، لكنهم يفضلون قراءة نسخة مترجمة إلى العربية).
وترجمت دور نشر لبنانية كتاب بول بريمر الحاكم الإداري السابق في العراق وكتاب الصحافي روبرت وودورد (بوش في حرب) لكن ليست هناك ترجمات لكتب المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية التي تجري في الرابع من تشرين الثاني - نوفمبر. ويقرأ العراقيون النسخ الصادرة من مجلتي تايم ونيوزويك في الأسابيع أو حتى الأشهر الأخيرة.