لندن - طلال الحربي
تستضيف العاصمة البريطانية لندن خلال يومي 12 و13 نوفمبر 2008م معرضاً أوروبياً خليجياً هو الأكبر من نوعه، بهدف معالجة العقبات التي تحول دون زيادة الفرص الاستثمارية ونمو التبادل التجاري بين الجانبين الخليجي والأوروبي. ومن المقرر أن يتحدث في افتتاح المؤتمر كل الأمير ريتشارد دوق مقاطعة قلوستر ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية ومفوض التجارة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون، ويشارك فيه مسؤولون بريطانيون وخليجيون وعدد من كبار رجال الأعمال في الجانبين الأوروبي والخليجي. وينظم المعرض غرفة التجارة العربية - البريطانية والأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، بمشاركة أكثر من 150 من كبرى الشركات الخليجية والأوروبية، كما أن ورش العمل المصاحبة للمعرض ستركز على استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاعات الطاقة المتجددة والموارد الطبيعية والمعادن والنفط والغاز وتقنية المعلومات والمواصلات والعقارات والسياحة والتعليم والتدريب والصناعة والبنية التحتية والإنشاءات والخدمات المالية.
وقالت الدكتورة أفنان الشعيبي الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية - البريطانية: إن العلاقات التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي بالاتحاد الأوروبي شهدت تطوراً متسارعاً، منذ توقيع اتفاق إطاري للتعاون التجاري والاقتصادي بين الجانبين عام 1988م، الذي أسس لمفاوضات تهدفُ إلى إنشاء منطقة مشتركة للتجارة الحرة، تساعد في توثيق مختلف مجالات التعاون بينهما، خاصةً الجانب الاقتصادي، وقد أوشكت المحادثات في شأن هذا الاتفاق على الانتهاء.
كما أكدت ضرورة العمل على إزالة عقبات يفرضها الاتحاد الأوروبي قبل توقيع الاتفاق، وتحول دون تحقيق التوازن في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين؛ ومن هنا جاءت فكرة إقامة هذا المعرض الذي يهدف إلى تجميع أكبر عدد من الشركات وأصحاب القرار من الجانبين الخليجي والأوروبي.
وأضافت: (تقضي المبادئ بتعزيز المصالح المشتركة، وأن يراعي الاتحاد الأوروبي سعي الدول الخليجية إلى تعزيز مصادر دخلها وتنويعه وتخفيف الاعتماد على إيرادات النفط، من خلال تطوير قطاعات الإنتاج الأخرى لديها). ونوهت إلى أن دول المجلس تعد خامس أكبر سوق للصادرات الأوروبية، بينما تعد دول الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأهم لدول المجلس بصادرات إليها قيمتها 55 بليون يورو (نحو 82 بليون دولار)، بينما بلغت صادرات دول المجلس إلى الاتحاد الأوروبي 375 بليون يورو، يشكل النفط الخام ومشتقاته 70 في المئة منها.
وتستوعب سوق الاتحاد الأوروبي نصيباً رئيساً من صادرات المجلس من الألومنيوم والمنتجات المعدنية الأخرى. وتوظف دول المجلس استثمارات ضخمة في دول الاتحاد الأوروبي تقدرها بيانات مصرفية بـ100 بليون دولار من إجمالي استثماراتها في الخارج من 2002 - 2006م وتقدر بنحو 542 بليون دولار، في حين لا تتجاوز الاستثمارات الأوروبية المباشرة المجمّعة في دول المجلس 13 بليون دولار خلال 2006م. وبلغ حجم التدفق الاستثماري الأوروبي إلى دول المجلس نحو 2.6 بليون دولار في 2006 تمثل أقل من واحد في المئة من إجمالي التدفقات الاستثمارية الأوروبية إلى الخارج ذلك العام. وتستفيد موازين المدفوعات الأوروبية أيضاً من حجم التجارة في الخدمات الضخمة مع دول المجلس، مثل السياحة الخليجية في دول الاتحاد الأوروبي وخدمات الاستثمار والمقاولات التي توفرها مؤسسات أوروبية وخدمات مصرفية وعلاج وتعليم، وتحويلات القوى العاملة الأوروبية في المنطقة من أجور ورواتب.
ويعتبر هذا المعرض الذي يقام في لندن في الفترة الواقعة ما بين الثاني والثالث عشر من نوفمبر المقبل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والفرص الاستثمارية بين الجانبين الخليجي والأوروبي.