Al Jazirah NewsPaper Friday  31/10/2008 G Issue 13182
الجمعة 03 ذو القعدة 1429   العدد  13182
نبض المداد
المبتلون بظلم الأقربين
أحمد بن محمد الجردان

إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك. كثيرون إذا ملكوا القوة ظلموا الناس واسترهبوهم وجاءوا بظلم عظيم، ولا يختلف اثنان أن الظلم ظلمات بعضها فوق بعض، والظالمون لا قرار لهم ولا طمأنينة ولا سكون نفس ولا صلاح عاقبة!!. ومن ذلك الظلم ظلم نراه رأي العين، ولهذا الظلم صور متعددة، منها ظلم ذوي القربي، وآه ثم آه يتبعها ألف آه من ذلك الظلم؛ لأنك ما إن تظلم من أقرب الأقربين إلا وتجد الغصة في نفسك، وتجد الحرقة في قلبك، وتجد للصدر حشرجة، وللصوت نبرة حزن، وللجسد لغة متعثرة، وللعينين لغة الدموع، وللقلب آهات الأنين، ويا عذاب المبتلين بظلم الأقربين.!!

لقد شجاني ما شجاني، وقطع قلبي من نياطه صور ظلم الأقربين، فكم من فتاة فقدت زهرة شبابها في صورة بشعة لظلم الأقربين؛ حيث أوصد أبوها في وجه طلاب القرب منها الأبواب وجعلها حسيرة محصورة يريدها تدرّ عليه راتبها الشهري!! وظلم آخر من زوج ظالم تزوجها، وإذا به بعد أن أفضت إليه وولدت له الولد يقلب عليها المجنّ ويجعل اقترانهما فرقة، فيتجرأ ويصل به الظلم أن يجعلها معلَّقة لا هي بزوجة ولا هي بمطلقة، لا أقول فعل ذلك لأشهر معدودات بل لمدة تجاوز عقدين من الزمن!!. ومن ظلم الأقربين أن يظلم الابن أو البنت أمه وأباه، وهذا من أشد الظلم!!، فمن الأبناء والبنات من يظلم والديه ظلماً كبيراً، ومن ذلك أن يعقهما فيتركهما - وهما في أمس الحاجة إليه - خلف ظهره.!!

لا شك أن الظلم بالغ أثره، ولكنه إذا صدر من الأقربين فهو أكبر وأشد مرارة، بل هو العلقم، بل هو أمرّ، فها هو الشاعر يصف لنا ذلك فيقول:

وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة

على النفس من وقع الحسام المهنَّدِ

فماذا بقي للنفس من سكن وملاذ إذا جاءها الظلم والعنت والشقاء والغلظة والسوء ممن ينتظر منه الرحمة والرأفة والدفء والسكن والخير كله؟!



amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد