من اللافت للنظر ما انتشر في المناسبات والأماكن العامة كالأسواق وأماكن الترفيه.. من عبث زائد في لباس الصغيرات، فلم يعد لباساً بل تدريباً على نزع الحياء.. ثياب قصيرة شبه عارية بقايا أقمشة تلقى على أجساد صغيرة لا تدرك الخطأ بل تساق إلى هاوية التقليد.. وبما أني أعيش في الوسط النسائي فأنا أعلم علم اليقين أن الأم هي المسؤولة الأولى عن لباس الصغيرات، فهي التي تتهاون بشراء تلك الملابس، وتسعى إليها طواعية، ولها قدرة عجيبة في تمرير ذلك اللباس على الأب إذا كان حازماً.. فمتى تدرك الأم قبح تلك الملابس، وعظمة ذلك الجسد الذي يحتاج إلى حياء يكنزه؟ وهل هناك أذن صاغية تسمع وتعي أن أولئك الصغيرات هبة من الخالق تتشكل بين يدي المربي في عمر ذهبي هو الفرصة لغرس خلق الحياء والحشمة والستر، بعكس مرحلة المراهقة التي يعلن فيها التمرد، وتشق معها التربية، ويصعب تعديل ما اعتدن عليه من ملابس في الصغر.
فلنوجه النداء لكل أم أن تثق بذوقها فهو الأجمل، ولتخضع الموضة وتذللها لذوق صاغه الإسلام.. ففيه ما يغني -بإذن الله- عن النزول إلى مستوى من لا يعرف الحياء، ولا يدين بالحشمة، ابحثي أيتها الأم عن الساتر في الأسواق، وكرري السؤال عنه في المحلات، فستوفره لك راضية لأنها تبحث عن المطلوب، وأغلقي منافذ الشيطان التي يدخل منها ليزين لك ذلك اللباس حينما يوحي إليك أن ابنتك ما زالت صغيرة، فستماثلك طولاً وهو يزين لك تلك الملابس، اقطعي نداءه بقول نبيك صلى الله عليه وسلم: (.. والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها..). فلنتعاون في إعداد أجيال نزرع فيها الثقة بدينها وما فيه من أخلاق وقيم وسلوك تعتز به.
* بريدة