الحسد داء خطير يصيب القلوب المريضة ويفسد الطاعات ويأكل الحسنات والحسد معناه تمني زوال النعمة عن الغير بخلاف الغبطة فإنها تمني حصول مثل ما عند المحسود من النعم والسعي لذلك من غير تمني لزوالها عن المحسود، وقد يطلق اسم الحسد ويراد به الغبطة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار ورجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق) متفق عليه. ولا شك أن المنافسة والمسابقة في الخير مأمور بهما كما قال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ}، وقوله {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}، والحسد أول ذنب عصي الله به في السماء، حيث حسد إبليس آدم عليه السلام وهو من صفات الكفار من اليهود والنصارى كما قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}، وقد حذر منه صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ولا تحاسدوا) متفق عليه. فالواجب على المسلم أن يبتعد عن هذا الخلق الرذيل لما يحصل نتيجة من غضب الرب وكثرة الهموم والغموم وانخفاض المنزلة ومقت الناس له ونفورهم منه، ولما فيه من الحرمان والخذلان والعياذ بالله؛ إذ لا يكاد الحاسد يظفر بمراد أو ينصر على عدو. ومن أصابه شيء من الحسد فليبادر إلى علاج نفسه بالتوبة إلى الله واللجوء إليه وكثرة ذكر الموت، أما المحسود فعليه بالتعوذ بالله من شر حاسده والتوكل عليه والصبر على حاسده والإحسان إليه ليطفئ نار الحاسد. نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الغل والبغضاء والحسد ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
* عضو الجمعية الفقهية السعودية
إمام مسجد الصرامي بحي الشهداء بالرياض
dajani1000@hotmail.com