Al Jazirah NewsPaper Friday  31/10/2008 G Issue 13182
الجمعة 03 ذو القعدة 1429   العدد  13182
ردود جائرة!!
فجر عبدالرحمن

كثيرا ما يدب خلاف بين الزوجة وزوجها وتشتعل ناره فتلجأ الزوجة إلى من يساعدها في رد حقها المسلوب وعندما لا تجد من يقف بجانبها قد تبعث بمشكلتها هذه إلى مجلة أو صحيفة أو موقع أو غيرها من الوسائل.

ولا بأس في ذلك ولكن المؤلم أنك تجد الأغلب ممن يتولون الرد على هذه المشكلات يسيرون على طريق واحدة فبمجرد أن يقرأ أو يعلم أن المتكلم زوجة تشتكي زوجها يأتي الرد المباشر-دون النظر بعين المنطق إلى المشكلة- أن هناك تضخيماً ومبالغة في التصور وأن عليها أن تهون الأمر وتكف عن الشكوى وتتحمل وتقاسي العذاب بما تبقى من حياتها بحجة أنها امرأة وهو رجل وخوفا عليها -كما قال أحدهم- (من أن تعود الزوجة إلى بيت أهلها يسبقها لقب مطلقة) وكأن الطلاق موت أبدي أو خسارة عظمى بل دون أن يعترف -ولو ضمنيا- أنها مظلومة أو مهانة.

قالت لي إحدى الأخوات إنها كانت تعاني مشكلات مع زوجها وقد استشارت عدداً من المختصين بهذا الجانب وكان الحل الذي اتفق عليه الجميع -دون أن يعلم أحد منهم بالآخر- أن تمضغ هذه المشكلات وتحتويها، بل الأعظم أنهم يقولون إن هذه سمات المرأة الناضجة -كما يزعمون- مرت سنوات على الحالة نفسها وما زادتها إلا سوءاً وأخيرا انفصلت صاحبتنا عن زوجها، تقول إنها لم تذق طعم الحياة من جديد إلا بعد الانفصال، والسؤال الذي يتردد ما الذي سيحصل لو أن هذه الفتاة ساذجة اتبعت الرأي المعوج من مجتمع يفهم العلاقة بين الزوجين فهماً خاطئاً وأسرت نفسها خوفا من (شبح الطلاق) كما يقال؟؟

بينما لو انعكس الحال واشتكى الزوج من زوجته لرأيت الهجوم الواضح والصريح على الزوجة المسكينة بل إن البعض يتهمها بقصور في الفهم و...و ... ومن ثم تساق الأدلة من الكتاب والسنة المطهرة -وإن كان بعضها ضعيفا- وتشرح شرحا وافيا متجاهلين حق الزوجة. ويصبون جام غيظهم عليها وأنه يجب على الزوج أن ينتصر لكرامته -وكأننا في حالة حرب-ولا بأس لو حصل الطلاق ولا بأس أيضا لو رجعت المرأة لبيت أهلها يسبقها لقب مطلقة مادام أن هذا فيه انتصار وحفظ لكرامة الزوج الرجل الناضج.

هذه الردود اعتدنا عليها تماما فقبل أن تقرأ أي رد على مشكلة ما من هذا النوع في مجلة أو صحيفة أو موقع من المواقع التي تقدم الاستشارات المتنوعة وكنت متوقعا أن الرد سيكون في صالح الزوج فثق أن توقعك صحيحا. إني لا أنكر أنهم يخدمون المجتمع ويسمعون شكواهم ويوجهونهم إلى الطريق الصحيح لكنهم يفعلون ذلك في كل أنواع المشكلات عدا ما كان بين الزوجين فإنه غالبا -إن لم يكن دائما- ما ترجح كفة الميزان لصالح الرجل (الزوج).. وإننا نأمل نحن النساء - متزوجات وغير متزوجات- أن تنصف المرأة وتبين حقوقها كاملة كما جاء بها الإسلام لا ظلم فيها ولا جور.



almasreeb@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد