تولى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز إمارة منطقة تبوك في الخامس عشر من شهر ذي الحجة عام 1407هـ، ومن ذلك الحين استطاع الأمير فهد بحنكته ونظرته الثاقبة أن يرتقي بمنطقة تبوك لتصبح مدينة عصرية تمتلك مقومات المدن المتكاملة بخدماتها ومشروعاتها التنموية.
عرفنا عن سموه الحِلم والعدل وسعة الأفق وحبه لعمل الخير ومساعدة المحتاجين، إضافة إلى ما يتمتع به سموه من حسن الإدارة ودقة المتابعة والحرص على كل ما فيه خير المواطن في هذا الجزء الغالي من الوطن العزيز.
وعلى مدى ثمانية عشر عاماً التي عملتُ فيها في منطقة تبوك عايشت عن قرب الإنجازات التي تحققت على يد الأمير فهد، التي يصعب حصرها من خلال هذا المقال.
فالزائر لمنطقة تبوك يلاحظ التغير الملحوظ الذي طرأ على تبوك بالسنوات الأخيرة، فالمنطقة على اتساعها شهدت قفزة تنموية هائلة في شتّى المجالات واستحوذت على اهتمام كثير من المستثمرين ورجال الأعمال. وهذا دليل على ما حظيت به المنطقة من تطور ونهضة عمرانية وزراعية امتدت على كل الجهات.
ولا يمكن أن ينسي مواطنو هذه المنطقة تأسيس سموه جائزة تبوك للتفوق العلمي، وجائزة سموه للمزارع النموذجية، وتأسيس أول جامعة أهلية في شمال المملكة، إضافة إلى مساهمات سموه في برنامج الأمير فهد الاجتماعي ومشروعاته الخيرية لإسكان الأسر المحتاجة التي بلغت 2000 وحدة سكنية وإعانته للمحتاجين في القرى والهجر التي استفاد منها حوالي 8000 أسرة لهذا العام وذلك على نفقة سموه الخاصة، ومبادراته الإنسانية في العفو عن المساجين، إضافة إلى وقفاته النبيلة بمساعدة المتضررين من الحوادث والسيول وأصحاب المواشي أثناء أزمة الأعلاف بالعام الماضي.
وأثناء مقابلة سموه للمسؤولين والمواطنين في مجلسه الخاص يلاحظ مدى الدقة والمتابعة لأحوال المواطنين وتلمس احتياجاتهم وهذا ما نراه أيضاً في أحاديث سموه أثناء استقبال المواطنين في الإمارة، فإنه لا يفوت فرصة إلا ويشدد على المسؤولين بتقديم أقصى الجهود وتوفير كل ما يحتاج إليه المواطن والمقيم من خدمات. ولعل ما نشاهده في جولات سموه التفقدية للمحافظات والمراكز والقرى والهجر ما هو إلا دليل على حرصه على الوقوف على تلك المواقع والاستماع من المواطنين مباشرة لكل ما يحتاجونه متناسياً بعد المسافات وصعوبة الطرق كجزء من مسؤولياته واهتمامه لكل ما يخدم مصلحة المواطن وتلبية احتياجاته.
ما ذكرته عن أميرنا المحبوب ما هو إلا غيض من فيض فهو الذي يعمل بصمت ليلاً ونهاراً لكل ما يهم المنطقة وتطورها.. وفي إدارته وتعامله مع المواطنين إنما يعكس توجه حكومتنا الرشيدة القائم على التواصل والتلاحم منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز ولا تزال بلادنا ولله الحمد تنعم بهذا التلاحم الأسري بين الحكام والمواطنين.
وليس غريباً على حفيد المؤسس الملك عبد العزيز وابن سلطان الخير هذا العطاء المتدفق، فهنيئاً لتبوك ومواطنيها بهذا الفارس الأصيل الذي أخلص لله وتفانى في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه وبادله المواطنون المحبة والوفاء.
تبوك