الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد فإننا نعيش في هذه الأيام مناسبة سعيدة وتظاهرة علمية فريدة سبقت بها المملكة العربية السعودية وانفردت بها، إنها مناسبة إقامة معرض كن داعياً في دورته العاشرة حيث يقام هذا المعرض العلمي الدعوي التأصيلي الفريد تواصلاً للمعارض التسعة السابقة التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بداية من عام 1422هـ واستمراراً لرسالة الوزارة واهتمامها بالدعوة والدعاة ومؤسسات الدعوة لتأخذ دورها المنشود وتحقق أهدافها الخيرة التي ينشدها قادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله الذي يولي هذه الرسالة الشريفة الدعوة إلى الله جل اهتمامه ويحوطها بتوجيهاته مستنداً في ذلك إلى الكتاب والسنة وما ورد فيهما من الآيات والأحاديث التي تحث على الدعوة إلى الله وتبليغ الرسالة الإسلامية والقيام بالمهمة الدعوية ويأتي معرض كن داعياً هذا العام وهو يتميز بأسلوب جديد وطرح جميل ونهج حديث في منطقة حائل عروس الشمال وأنموذج الكرم والشهامة برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة وسمو نائبه حفظهما الله وهذا المعرض الذي أصبح من أهم المناسبات التي تتطلع لها النفوس وتشرئب لها العيون في كل عام هو معرض للدعوة ومعرض للإرشاد ومعرض للتوجيه والنصح هو معرض تربوي تأصيلي علمي عقدي فقهي يأخذك إلى جو من العقيدة السمحة والوسطية المعتدلة والنهج القويم يذكرك بالله وما له من حق على عبيده وينير لك طريقة محمد صلى الله عليه وسلم ويدعوك إلى اتباعه معرض كن داعياً يدعو الجميع إلى المساهمة في الدعوة إلى الله كل على حسب حاله ومقدرته، وهو يؤكد المتابعة والاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة للعمل الإسلامي في كافة مجالاته بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله وهو إلى ذلك شامة ناصعة في جبين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إذ إنها سنة حسنة تنتهجها الوزارة ونعمت السنة في تنظيم هذه المعارض حيث تتلاقى أفكار المشاركين فيه وتبرز المواهب وتتلاقح الأطروحات ويستفيد الجميع من تجارب بعضهم البعض من خلال ما يعرض وفيه إظهار لوسائل الدعوة القائمة الحديث منها والقديم وتقديمها بين يدي الداعي والمهتمين بالدعوة وأيضاً التوجيه إلى ابتكار وسائل جديدة وتقويمها وضبطها شرعياً وجعلها في متناول الناس ليعمل بها وفيها أيضاً دور رائد في تعريف الناس بفضائل الدعوة ومكانتها وسبل الاستفادة من التقنيات الحديثة، كما أن الزائر لهذا المعرض سيجد أن الدعوة إلى الله هي هوية هذه البلاد ورسالتها ولهذا تجد جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة والجهات الخيرية مشاركة بهذه الفعالية المهمة وقد عودنا شيخنا المبارك معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على النهج المستقيم لهذه الوزارة فهو الحريص الدؤوب الباذل المخلص الذي يعمل من دون كلل أو ملل حيث جعل هذا المعرض من أولويات اهتماماته، وها هو الآن يحط رحاله في منطقة حائل في دورته العاشرة التي ستشهد العديد من الفعاليات الدعوية الجديدة وعرض التجارب الدعوية المبتكرة نسأل الله أن يعين القائمين على هذا المعرض وأن يسدد خطاهم وأن يكتب لهذا المعرض النجاح وهو بحمد الله ناجح بكل المقاييس فقد آتى ثماراً يانعة ملموسة نسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
*مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقصيم