ذرفت وسالت الدموع على فراق شيخنا الشيخ سليمان عبد الرحمن الفهيد، الذي كان مرافقاً لكرسي إدارة الأوقاف والمساجد في (محافظة البكيرية)، الذي اقتبست منه جميع الأخلاق الحسنة والفاضلة، يمسح دمعة السائل ويقبل رأس الشيخ المسن، يقابله عند باب مكتبه بالإدارة، وهذا ليس مستغرباً من رجل فاضل مثل هذا الرجل الذي قضى عمله وجل وقته في خدمة الإسلام والمسلمين.
نعم تعلمت منه الشيء الكثير وتربيته لنا ونصحه وتوجيهه تعني لنا الشيء الكثير في حياتنا، إنه الرجل الذي كان لنا أباً ومربياً.. قضى ما يقارب خمسة عشر عاماً في خدمة هذه الإدارة لا يبخل على أحد ولا يرد أحدا إلا وهو راض عنه، بابه مفتوح للجميع سائلاً كان أو مراجعاً أو موظفاً كلما أتى أحد لا يجلس بل يدخله إليه ويرحب به، ويلبي متطلباته وطلبه، هذا قليل من كثير، لم أذكره أبداً أنه منع أحدا من الدخول إليه.. نزلت دمعتي وضاق صدري بعد أن أخلى الشيخ كرسي هذه الإدارة الذي كان ملازماً له.. من أول ساعة في الدوام إلى آخر ساعة. أرجو من الله أن يصبرنا على فراق هذا الشيخ الفاضل. وأقول له انك ما دمت حياً في قلوبنا لن ننساك أبداً وأسأل الله عز وجل أن يديمه لنا ويديمه ذخراً للإسلام والمسلمين (وأن يلبس والده لباس الصحة والعافية). (وإنا على ذهابك يا سليمان لمحزونون).
ولن أنسى أن أبارك للشيخ عبد الله محمد اللحيدان، الذي يكمل مسيرة شيخنا وأقول له: أعانك الله على تولي هذا المنصب وخلفاً لخير سلف ووفقك لما فيه خير.
سكرتير إدارة الأوقاف والمساجد
القصيم - البكيرية